NORTH PULSE NETWORK NPN

القصاصات الورقية والأغطية بدلاً من المحروقات .. حصار حكومة دمشق

نورث بالس

 

لجأ الأهالي في حيي الشيخ مقصود والأشرفية إلى البحث عن وسائل بديلة عن مادة المازوت، حيث يعتمد الأغلبية على شراء القصاصات (بقايا الأقمشة من المعامل)، ومنهم من يكتفي بالأغطية لعدم قدرتهم حتى على شراء هذه القصاصات.

 

وبات فصل الشتاء كابوساً يقضُّ مضاجع أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية؛ لأنه يأتي مع غياب شبه تام لمادة التدفئة (المازوت)، نتيجة الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق بطلب روسي على المنطقة ولا تسمح بدخول المادة إلى المنطقة.

 

ويتعرض حيّا الشيخ مقصود والأشرفية ومقاطعة الشهباء لحصار خانق، تسبب العام الماضي بوفاة طفلين هما وسام سيدو (4 أعوام)، وحسين كيبار (17 يوماً)، نتيجة فقدان وسائل التدفئة.

 

ونتيجة للحصار أصبح المازوت شبه مفقود، الأمر الذي أدى إصدار تعميم يقضي بزيادة ساعات التقنين، وخاصة مادة التدفئة الغائبة، حيث أنه ومع ارتفاع سعره سيصبح مستحيلاً شراؤه.

 

ووفرت مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في أحياء من حلب محروقات التدفئة قُدّرت بـ 100 لتر لكل أسرة، إلا أن الحصار كان له رأي مختلف فشمل التوزيع شريحة صغيرة تقدر بـ 20 % فقط من الأهالي، وحرم النسبة المتبقية من مخصصاتها.

 

وقطعت حكومة دمشق وبطلب روسي ومن خلال حواجز “الفرقة الرابعة” الطريق أمام صهاريج المازوت المقدمة من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلى منطقة الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، بهدف الضغط على الإدارة لتقديم تنازل.

 

وبحسب المراقبين، يوجد هناك تنسيق بين الحصار الحكومي والقصف اليومي للقوات التركية والفصائل الموالية لها، بالإضافة إلى تصريحات أردوغان الذي أكد نيته السيطرة على الشهباء.

 

وبسبب الحصار الخانق توجه الأهالي للاعتماج على القصاصات كبديل للمازوت للوضع المعيشي الصعب، حيث يتوح=خه الأهالي من استمرار الحصار، الأمر الذي سيؤدي إلى توقف الأفران عن العمل.

 

وقال مواطنون لوكالة “هاوار” أن السياسة التي تنتهجها حكومة دمشق تعتبر خنقاً للشعب عن عمد وقالت: “عندما لا تسمح الحكومة بإدخال مخصصات الأهالي للتدفئة فإنه يتعمد خنقهم، لأن هذه حاجيات الشعب وليست لها علاقة بمواضيع أخرى، الحكومة تعادي الشعب”.

 

وأكملت آفيستا: “الأطفال ما ذنبهم لكي يبقوا بلا مادة التدفئة في هذا الشتاء القارس، ونحن لا زلنا في بدايات الشتاء، ونعلم بأن الطقس سيصبح صقيعاً في الأيام المقبلة، عليهم ألا يخلطوا الملف الإنساني بمواضيع أخرى”.

 

وعن وسيلة التدفئة التي تعتمد عليها آفيستا في منزلها تقول: “الأغطية سبيلنا الوحيد؛ لا حل أو خيار آخر أمامنا، ما أن ننهي أعمالنا ويعود أطفالي من المدرسة نتغطى وهكذا نقضي أيامنا ونجابه برد الشتاء”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.