نورث بالس
احتفلت جامعة دمشق بمناسبة «ليلة يلدا» (شب يلدا)، وهي أطول ليلة في السنة التي تحتفي بها إيران وبعض البلدان الأخرى، وذلك بالتعاون مع المستشارية الثقافية للسفارة الإيرانية في سوريا.
وشارك في الاحتفال السفير الإيراني وأعضاء السفارة، وعميد كلية الآداب ونوابه، ورؤساء وأعضاء الهيئة التدريسية في أقسام اللغة الفارسية بجامعات دمشق، وحلب، والبعث (حمص) وحضور طلابي، وجماهيري، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجامعات السورية الحكومية.
ويأتي هذا الاحتفال في سياق مساعي إيران للتغلغل في المجتمع السوري، ونشر ثقافتها ومذهبها، وخاصة في المؤسسات العلمية الحكومية، وقد تمكنت إيران من افتتاح مراكز لتعليم اللغة الفارسية في الجامعات الحكومية، وعقدت اتفاقيات عدة خاصة بالتعليم، وجرى افتتاح مدارس وجامعات إيرانية في سوريا.
وأقيم الاحتفال في قسم اللغة الفارسية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق، وذلك ضمن فعالية ثقافية علمية بمناسبة احتفاء جامعة دمشق بالذكرى المئوية لتأسيسها، وتضمن الاحتفال مداخلات ثقافية، وشعرية، ومسابقات من الأقسام المشاركة حول معنى وأهمية ليلة يلدا، وتقاليدها ورموزها.
وبحسب وكالة «مهر» الإيرانية، فإن «ليلة يلدا» هي أول ليلة من فصل الشتاء واسمها «شب چله» أو «شب يلدا» أي (ليلة يلدا) وهي ليلة الانقلاب الشتوي.
وفي التقويم الإيراني، الذي يتطابق مع التقويم الطبيعي، يوافق 22 ديسمبر (كانون الأول) ويعدّ اليوم الأخير من فصل الخريف، مهماً وعزيزاً في الثقافات المختلفة.
و«يلدا» كلمة سريانية تعني «ولادة الشمس»، ويحيي الإيرانيون هذه الليلة بالاجتماع مع الأهل والأصدقاء، وتناول الطعام والشراب، وقراءة الشعر والقصص، وتبادل الهدايا والأمنيات.
ويعتبر هذا الاحتفال الأول من نوعه في جامعة دمشق، التي لم تشهد من قبل فعاليات ثقافية احتفالية بالأعياد الدينية والقومية السورية، كعيد نوروز أو عيد رأس السنة الآشورية، وعيد الرابع الخاص بالعلويين، وعيد الغدير، وعيد الفرح بالله الخاص بالمرشديين، وأعياد المسيحيين، مثل البربارة، والغطاس والتجلي والسيدة، وغيرها من أعياد يحيي السوريون وغيرهم من أبناء الدول المجاورة طقوسها التراثية، وكانت السلطة البعثية قد نأت عن هذه الأعياد رسمياً؛ كون سوريا بلداً علمانياً.
ومؤخراً، أعلن رئيس جامعة طهران الحكومية، محمد مقيمي، العزم على افتتاح فرع للجامعة في دمشق، وذلك خلال لقائه مع نائبة وزير التعليم العالي السوري، فاديا ديب، في طهران.
وقد أثار هذا الاحتفال ردود فعل متباينة في الأوساط السورية، فمنهم من انتقد التدخل الإيراني في الشؤون الثقافية السورية، فيما رأى فيه الموالون للنظام السوري تعزيزاً للعلاقات الثنائية بين البلدين.
فيما أبدى السفير الإيراني حسن أكبري، في كلمته خلال الاحتفال، تقديره لجامعة دمشق وقسم اللغة الفارسية، وأكد على “أهمية إقامة مثل هذه المناسبات التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك قوة وعمق واستراتيجية هذه العلاقات بين طهران ودمشق”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.