NORTH PULSE NETWORK NPN

اتحاد معلمي شمال وشرق سوريا يوجه رسالة للأمين العام للدولية للتربية

شرح اتحاد معلمي إقليم شمال وشرق سوريا تداعيات الهجمات التركية على القطاع التعليمي في رسالة وجهها إلى الأمين العام للدولية للتربية ديفيد إدوارد.

 

وأرفق الاتحاد الرسالة بصور توضح أثار وتداعيات القصف التركي على القطاع التعليمي وجاء في نصها:

 

“نقرئكم السلام من أرض السلام التي لا تتركها الدولة التركية أن تهنئ بسلام.

 

تحية طيبة وبعد:

 

السيد الأمين العام، السادة الأعضاء، نحيطكم علماً بأنّ الدولة التركية ومنذ صبيحة يوم الميلاد المجيد، الموافق للخامس والعشرين من كانون الأول لعام 2023، بدأت بعدة غارات جوية على المرافق الخدمية والحيوية والمدنية والتعليمية، واستمرت ليومين كاملين، مستهدفة بذلك وبشكل ممنهج البنية التحتية لأكثر من خمسة مليون إنسان يعيشون في جغرافية إقليم شمال وشرق سوريا.

 

بدأت الغارات التركية في تمام الساعة 10:00 صبيحة يوم الميلاد، بـ 7 طائرات حربية و 22 طائرة المسيرة بدون طيار، حيث أغارت في اليوم الأول على 4 مدن وهي: (قامشلو – كوباني – عامودا – تربسبية)، واستهدفت 18 موقعاً مختلفاً بـ بحوالي 40 غارة، والمواقع المستهدفة وهي: (محطة وقود، مصنع إنتاج مواد البناء، و 3 مصانع لإنتاج المواد الغذائية، مصنع لإنتاج المواد الزراعية والأعلاف الحيوانية، مطحنة قمح، صوامع قمح، مصنع قطن، محطة القطار، مطبعة سيماف لطباعة الكتب المدرسية، مستوصف مشتى نور وهو مستوصف سابق لمنظمة أطباء بلا حدود، المركز الوحيد في شمال وشرق سوريا لغسيل الكلى، المصنع الوحيد لإنتاج الأوكسجين الطبي في شمال وشرق سوريا، مصنع للسيراميك، محطة للوقود، مصنع “سادكوب” لإنتاج المشتقات النفطية، صالة أفراح، مرآب للسيارات المدنية).

 

وفي اليوم التالي (26 كانون الأول)، استهدفت تركيا بما لا يقل عن 25 غارة، 21 موقعاً، في 7 مدن وهي: (قامشلو، كوباني، الدرباسية، رميلان، عامودا، تل تمر، ومدينة الحسكة التي تبعد عن الحدود التركية حوالي 80 كم)، والمواقع المستهدفة هي: (مصنع “سادكوب” لإنتاج المواد النفطية للمرة الثانية بمجموع 8 غارات على الموقع، مصنعين للمواد الغذائية، مصنع لأنتاج الاسمنت، مصنع لإنتاج القرميد، مستودع مواد بناء، صوامع حبوب “طوبيا” في مدينة رميلان، قرية الطويلة، منزلين مدنيين في مدينة الدرباسية ومقر مجلس سوريا الديمقراطية السابق في المدينة، 13 نقطة تفتيش تتبع لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” في مداخل ومخارج المدن المذكورة سابقاً.

 

كذلك أغارت الطائرات التركية على 3 مدارس في مدينة قامشلو، وهي: (مدرسة إبراهيم هنانو، مدرسة بنت جبيل، مدرسة لحدو مسعود)، وكذلك كما ذكرنا سابقاً مطبعة “سيماف” لطباعة الكتب المدرسية.

 

كما أننا نحيطكم علماً أيضاَ بأنّ ما يسمى بالجيش الوطني السوري، يقوم بقصف المناطق السكنية على خطوط التماس في منبج ومناطق الشهباء، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ ومدافع الهاون، مع كل غارة تركية تشنها الطائرات الحربية والمسيرة على مدن شمال وشرق سوريا.

 

تأتي الغارات التركية بعد مرور ثلاثة أشهر فقط من آخر هجمات جوية استمرت 5 أيام متتالية، واستهدفت بشكل مباشر المرافق الخدمية والمدنية والتعليمية، وتسببت بأضرار جسيمة.

 

نتج عن هذه الغارات طيلة يومين فقدان 8 مدنيين لحياتهم بينهم امرأتان، وأصابت 25 آخرين بينهم طفلان. كذلك أدى إلى انقطاع جزئي للكهرباء والغاز المنزلي والمشتقات النفطية كالبنزين والمازوت، والخبز عن المدن التي تعرضت للقصف ولا سيما مدينة “قامشلو” التي كانت لها الحصة الأكبر من الغارات.

 

ناهيك عن ذلك فإن الغارات المتواصلة يؤثر بشكل مباشر على سير العملية التعليمية، فمنذ 25 من الشهر أغلقت المدارس والمؤسسات المدينة في الإدارة الذاتية الديمقراطية إلى إشعار آخر، هذا الإغلاق يعود سلباً على إتمام الأطفال في شمال وشرق سوريا لتعليمهم، ويبث في نفوسهم الرعب واليأس، كذلك يعرض حياتهم وحياة المعلمين وكل الكادر التدريسي للخطر، ويقوض من الأمن والاستقرار الذي تحتاجه العملية التعليمية للاستمرار.

 

نحن بصفتنا عضواً في اتحادكم الموقر “الدولية للتربية”، إذ نستنكر بأشد العبارات ممارسات الدولة التركية التي بدأت تأخذ منعطفاً خطيراً في قصف البنية التحتية والتي ترقى لجرائم الحرب، ونعبر عن حزننا الشديد وخيبة أملنا من الصمت الدولي لما يحصل في مدننا الجريحة، ونحيطكم علماً بأنّ الذي حصل في الأيام الماضية في إقليم شمال وشرق سوريا لهو كارثة إنسانية لا يجب السكوت عنها.

 

السيد الأمين العام كلنا أمل بأنّ تقدموا لنا يد المساعدة وتقفوا معنا وقفة حازمة ضد هذا القصف الغاشم الذي لا يفرق بين مدني وعسكري ولا بين طفل وعجوز ولا بين امرأة ورجل، وبأنّ تكونوا لنا صوتاً مسموعاً أمام الجهات المعنية والمنظمات الدولية الإنسانية، وأن تشرحوا لهم معاناتنا الكبيرة، على أمل أن نستطيع فعل شيء لكف الدولة التركية عن تصرفاتها الرعناء تجاه طلاب ومعلمي شمال وشرق سوريا”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.