نورث بالس
وصلت عمليات تهريب المخدرات من الجنوب السوري إلى الأردن لمراحل غير مسبوقة خلال اﻷشهر اﻷخيرة، حيث تطورت إلى مواجهات مباشرة مع الجيش وحرس الحدود، ومحاولات ﻹدخال المواد الممنوعة بقوة السلاح تحت إشراف الميليشيات اﻹيرانية.
في هذا السياق قال الباحث الأردني المتخصص في الشأن السوري صلاح ملكاوي “أنّ التجهيزات العديدة التي تتطلبها العملية، “من الزراعة والتصنيع والتخزين والنقل، في ظل بيئة أمنية منفلتة كسوريا، تؤكد وجود تواطؤ من الدولة السورية (سلطة اﻷسد) مع الميليشيات المرتبطة بإيران، وخصوصاً حزب الله، في إدارة ذلك الملف”.
وأوضح الباحث اﻷردني أن عمليات التهريب مرّت بعدة تطورات من ناحية الكم والتكتيكات المستخدمة من عصابات التهريب، حيث أتلفت إدارة مكافحة المخدرات الأردنية في 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، نحو (10) ملايين حبة من مادة الكبتاغون، و(7) كيلوغرامات من مادة الماريجوانا، و(37,500) حبة مخدرة، و(134) كجم من مادة الكوكايين، و(3752) كغم من مادة الحشيش، وذلك في عدد من القضايا المختلفة بين الاتجار والحيازة والتهريب.
صلاح ملكاوي أشار أن الأردن ليس السوق المستهدفة من عمليات التهريب في المقام الأول, مهتبراً أن تجارة المخدرات القادمة من الأراضي السورية تستهدف الأسواق الخليجية الغنية عبر تحويل الأردن إلى معبر تهريب رغم أن ذلك لا يمنع وصول كميات كبيرة منها لداخل البلاد.
وقد تضاعفت كميات المواد المخدرة المهربة عبر الأردن بين (10) أضعاف و(20) ضعفاً خلال موسم التهريب الذي بدأ في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وفقاً للباحث اﻷردني، الذي أكد أنّ هناك زيادة في أعداد المهربين، ممّا أوجد مزاحمة وتنافساً بينهم، بعد أن كانوا يعملون في مناطق متباعدة.
حيث شهدت الأيام الأخيرة محاولة دخول أكثر من (2000) مهرب في المرة الواحدة من مناطق مختلفة، فيما يستفيد المهربون من تنوع التضاريس والطقس في المناطق الحدودية، خصوصاً في الأيام التي تشهد الضباب الكثيف أو الغبار الرملي.
ويخشى الأردن من تشكيل ما يشبه “الكارتيل” في الجنوب السوري “على غرار العصابات الكبرى التي تنشط في تهريب وتجارة المخدرات في دول أمريكا اللاتينية”، لذلك فإن إستراتيجية السلطات الأردنية “تقوم على شقين: الأول داخلي، بدأ العمل به منذ عدة أشهر بشكل قوي وحاسم، ويهدف إلى تجفيف الداخل من التجار والمروجين والمتعاطين ومداهمة وتدمير أماكن التخزين، ويتعلق الشق الثاني بالتصدي للتهريب عبر الحدود”.
والجدير بالذكر أنّ زراعة الحشيش تتم في شرق لبنان مع الحدود السورية وفي أرياف محافظة حمص، ثم تنقل إلى محافظة السويداء التي تعتبر معقل التهريب، أمّا المواد المخدرة المصنعة كيميائياً مثل الكبتاغون، فيتمّ إنتاجها داخل عشرات المعامل المختلفة الحجم في الأراضي السورية بحماية ميليشيات ومسؤولين وتواطؤ من سلطة اﻷسد.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.