بسبب جرائم وانتهاكات تركيا تراجع نسبة الكرد في عفرين من 98% إلى 23%

 

نورث بالس

 

 

تراجع نسبة الكرد في مدينة عفرين بعد السيطرة التركية عليها مع ما يطلق عليه “الجيش الوطني السوري” بعد 6 سنوات من 98% إلى 23% في إطار سياسية تركؤا لتغيير ديمغرافيّة المنطقة.

 

ولم يكن التغيير الديمغرافيّ نتيجة أفضى إليها العدوان التركي، بل شُنّت الحرب بهدف إجبار الأهالي على النزوح قسراً، وبالمقابل فالمستقدمون إلى عفرين ليسوا نازحين انتقلوا إليها بإرادتهم نتيجة ظروف الحرب، بل جِيء بهم على مرأى العالم في حافلات في إطار خطة استيطان تم التوافق حولها.

 

ونص التقرير الذي نشره موقع “عفرين بوست” كالآتي:

هدف العدوان والاحتلال

 

لم يكن التغيير الديمغرافيّ نتيجة أفضى إليها العدوان والاحتلال، بل شُنّت الحرب بهدف إجبار الأهالي على النزوح قسراً، وبالمقابل فالمستقدمون إلى عفرين ليسوا نازحين انتقلوا إليها بإرادتهم نتيجة ظروف الحرب، بل جِيء بهم على مرأى العالم في حافلات في إطار خطة استيطان تم التوافق حولها.

 

لم تكن عفرين منطقة ذات أغلبيّة كرديّة في سوريا، بل تُعرف بأنّها منطقة كرديّة شبه خالصة، والعوائل العربيّة فيها قدمت إليها قبل عقود نتيجة سياسة الحكومة السوريّة، وهي امتدادٌ لعشائرَ عربيةٍ تعيش في مناطق سوريّة أخرى، إلا أنّ هذه العوائل اندمجت بمرور الوقت في المجتمع الكرديّ وتكيّفت مع عاداته وتقاليده وتعلم أفرادها اللغة الكرديّة، وبذلك كان كلّ أهالي عفرين وسكانها ناطقين باللغة الكرديّة.

 

في 22/1/2018 وكان ثالث أيام العدوان على عفرين قال الرئيس التركيّ أردوغان، إنّ بلاده ليس لديها أطماع في شبر واحد من أراضي الآخرين. وزعم أنَّ تركيا لا تواجه الكرد في عفرين، بل تكافح المنظمات الإرهابيّة هناك. وفي كذبة مفضوحة تخالف حقائق التاريخ قال: إنّ 55% من سكان عفرين هم من العرب ونحو 35% من الكرد، والباقي من التركمان. فيما الحقيقة الثابتة أنّ الكرد كانوا يشكّلون نسبة 98% من أهالي عفرين والبقية أبناء عشائر عربيّة من البوبنا والعميرات، ولم يكن للتركمانِ أيّ وجود فيها.

 

كان حديث أردوغان إشارة واضحة إلى أنّ الأهداف الحقيقيّة للعدوان هو التغيير الديمغرافيّ، وأنه سيؤتى بالمستوطنين من مناطق من سوريا بما فيهم التركمان. وفقاً للاتفاق مع روسيا التي كانت قد بدأت عملية عسكريّة في الغوطة الشرقية ومدنها وبلداتها، وهو ما يشير إليه المراقبون باتفاق (عفرين مقابل الغوطة).

 

اليوم في السنوية السادسة للعدوان التركيّ على عفرين، لا تبدي أنقرة أي نوايا للانسحاب من عفرين، بل تواصل سياسة التتريك والتغيير الثقافيّ وإمحاء الهوية الثقافية والتاريخية للإقليم الكرديّ ومنع عودة أهاليها المهجرين ما يفنّد ادعاءاته بأنّ تركيا لا تواجه الكرد في عفرين. ويؤكد ذلك انخفاض نسبة الكرد في عفرين إلى 23% وهي حتى أقل من الخطة التي أعلنها بداية العدوان، وبذلك ترقى سياسة أنقرة في عفرين إلى التطهير العرقيّ.

 

نسبة التغيير الديمغرافيّ العام 77%

 

حصلت عفرين بوست من مصادرها الخاصة على نسب التغيير الديمغرافيّ وعدد العوائل الكرديّة مقابل عوائل المستوطنين في مختلف النواحي وعموم الإقليم.

 

بلغت عدد المستوطنين في إقليم عفرين الكرديّ 647 ألف، يشكلون نسبة 77% من سكانها حالياً، وسُجلت أعلى نسبة تغيير ديمغرافي في مدينة عفرين وهي 84%، وتليها ناحية بلبله 82%.

 

وتؤكد هذه النسب إضافة إلى نسب أخرى تفصيلية تؤكد أنّ ما جرى في إقليم عفرين الكرديّ تجاوز التغيير الديمغرافيّ، ليكون تطهيراً عرقيّاً، وأنها تعرضت لحرب إبادة، فالتغيير الديمغرافيّ قد يقتصر على نقل مجموعات بشريّة من منطقة إلى أخرى وبذلك تتغير نسب السكان، إلا أنّ ما جرى في عفرين تجاوز ذلك بدفع أهالي عفرين للنزوح القسريّ واستقدام مستوطنين من مناطق مختلفة ومن انتماءات عرقيّة وخلفيات ثقافيّة مختلفة بل هم حواضن لفكر وعقائد متشددة.

 

المسألة الأكثر تعقيداً في عفرين أنّ حملة الفكر المتشدد هم أنفسهم حملة السلاح ومنضوون في ميليشيات مسلحة تقودها أنقرة التي لا تقر بأيّ حقوق للكرد، وتمارس ضدهم على مدى قرنٍ سياسة إقصاء وإنكار وتشن عليهم حرب إبادة.

 

وإذا كان الكرد وهم أحد المكونات العرقيّة التاريخيّة في سوريا ينتشرون في العديد من المحافظات والمناطق السوريّة، إلا أنّ وجودهم يندر في مناطق محددة، وتلك ظاهرة نتيجة طبيعيّة، فالأقليات العرقية لا يمكنها العيش إلا في بيئات منفتحة تتقبلها، وكان واضحاً أنّ معظم المستوطنين في عفرين المحتلة تم استقدامهم من بيئات ترفضهم بالأصل.

 

تحولت عفرين بالنسبة لأهلها في ظل الاحتلال التركيّ إلى سجن كبير السجانون فيه أكثر من السجناء، وتنتشر المقرات العسكريّة والأمنيّة في المناطق السكنيّة، وكل ميليشيا حولت القرى التي تسيطر عليها إلى إمارات خاصة، تجلى ذلك بالفوضى الأمنيّة وعدد الانتهاكات الكبير من أعمال اختطاف واستيلاء على المنازل وانتزاع الملكيات بالقوة وسطو مسلح على منازل الكرد ومصادرة أرزاقهم ومواسمهم وفرض الإتاوات وصولاً إلى جرائم القتل والتي مرت دون محاسبة. وكلّ ذلك يساهم في دفع مزيد من الكرد للخروج من المنطقة، بالمقابل يتعرض العائدون من أهالي عفرين للاختطاف والابتزاز ولا تُعاد إليهم ممتلكاتهم المستولى عليها.

 

اللافت في البيانات أنّ عدد العوائل الكرديّة في ناحيتي شيه/ شيخ الحديد وراجو أكبر من عدد عوائل المستوطنين، ورغم ذلك كان التعداد العام للكرد أقل، وذلك لأنّه ما من عائلة كرديّة في عفرين وإلا وبعض أفرادها يعيشون في منافي التهجير القسريّ بسبب العدوان وسياسة الاحتلال، بالمقابل قدمت عوائل المستوطنين بكامل أفرادها إلى المنطقة. ولأنّ تعدادهم يتجاوز استيعاب المنطقة لجأت سلطات الاحتلال التركيّ إلى بناء البؤر الاستيطانيّة لتثبيت الاحتلال تحسباً لأيّ اتفاقٍ محتملٍ يفضي إلى انسحاب قواتها من المنطقة.

 

تفاصيل التغيير الديمغرافيّ في نواحي إقليم عفرين

 

1ــ ناحية شيه/ شيخ الحديد:

 

عدد العوائل الكرديّة: 2850، ونسبتهم: 54%، وإجمالي عدد الكرد: 9800، ونسبتهم: 32.5%، عدد عوائل المستوطنين: 2400، ونسبتهم: 46%، وإجمالي عدد المستوطنين: 20400، ونسبتهم: 67.5%.

 

2ــ موباتا/ معبطلي:

 

عدد العوائل الكرديّة: 6750، ونسبتهم: 59%، وإجمالي عدد الكرد: 9800، ونسبتهم: 32.5%، عدد عوائل المستوطنين: 4700، ونسبتهم: 41%، وإجمالي عدد المستوطنين: 39000، ونسبتهم: 62.5%.

 

3ــ ناحية بلبله/ بلبل:

 

عدد العوائل الكرديّة: 3900، ونسبتهم: 34.5%، وإجمالي عدد الكرد: 13600، ونسبتهم: 18%، عدد عوائل المستوطنين: 7400، ونسبتهم: 65.5% وإجمالي عدد المستوطنين: 62500، ونسبتهم: 82%.

 

4ــ ناحية شرا/ شران:

 

عدد العوائل الكرديّة:5000، ونسبتهم: 44%، وإجمالي عدد الكرد: 17400، ونسبتهم: 24.5%، عدد عوائل المستوطنين: 6400، ونسبتهم: 56%، وإجمالي عدد المستوطنين: 53800، ونسبتهم: 75.5%.

 

5ــ ناحية راجو:

 

عدد العوائل الكرديّة: 10150، ونسبتهم: 53.5%، وإجمالي عدد الكرد: 34800، ونسبتهم: 32%، عدد عوائل المستوطنين: 8900، ونسبتهم: 46.5%، وإجمالي عدد المستوطنين: 74000، ونسبتهم: 68%.

 

6ــ ناحية جنديرس:

 

عدد العوائل الكرديّة: 10450، ونسبتهم: 38%، وإجمالي عدد الكرد: 38300، ونسبتهم: 21%، عدد عوائل المستوطنين: 17100، ونسبتهم: 62%، وإجمالي عدد المستوطنين: 144000، ونسبتهم: 79%.

 

7ــ ريف المركز:

 

عدد العوائل الكرديّة: 6400، ونسبتهم: 39.5%، وإجمالي عدد الكرد: 22700، ونسبتهم: 21.5%، عدد عوائل المستوطنين: 9800، ونسبتهم: 60.5%، وإجمالي عدد المستوطنين: 83000، ونسبتهم: 78.5%.

 

8ــ مدينة عفرين:

 

عدد العوائل الكرديّة: 8900، ونسبتهم: 29.5%، عدد الكرد: 32800، ونسبتهم: 16%، عدد عوائل المستوطنين: 21400 ونسبتهم: 70.5%، وإجمالي عدد المستوطنين: 170000، ونسبتهم: 84%.

 

الإجمالي في إقليم عفرين:

 

عدد العوائل الكرديّة: 54400، ونسبتهم: 41%، وعدد الكرد:193000، ونسبتهم: 23%، عدد عوائل المستوطنين: 78100 ونسبتهم:59%، وإجمالي عدد المستوطنين: 647000 ونسبتهم: 77%.