أهالي المعتقلين في سوريا يدفعون أموالا طائلة مقابل أمل زائف
نورث بالس
كشفت تقارير لمنظمات حقوقية أن الأجهزة الأمنية السورية تواصل ابتزاز أهالي المعتقلين بإعطائهم وعودا واهية وأملا زائفا في الإفراج عن أبنائهم.
وتحدث تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نشر الأحد، عن اضطرار أهالي المعتقلين لدفع رشاوى وأموال طائلة لمجرد إعطائهم معلومات عن ذويهم إن كانوا على قيد الحياة أم قتلوا في سجون النظام.
وتشير إحصائيات لمنظمات حقوقية، إلى أن نحو 155.604 سوريين لا يزالون رهن الاعتقال على يد أطراف النزاع في سوريا، منهم حوالي عشرة آلاف امرأة وخمسة آلاف طفل، ويحتجز النظام أكثر من 87 بالمئة منهم.
ويعيش معظم أهالي المعتقلين على أمل لقاء أبنائهم أو حتى معرفة معلومات تخص حياتهم، في حين يستغل ضباط وسماسرة مشاعر الأهالي لابتزازهم بأموال تصل إلى الآلاف من الدولارات. وفي كثير من الأحيان يكون المعتقل قد توفي منذ فترة طويلة في السجن، لكن السماسرة والضباط يقومون بالاحتيال للحصول على الأموال من أهالي المعتقلين.
ويقول والد معتقل في سجن صيدنايا “سيء الصيت” للمرصد السوري “اعتقل النظام ولدي الوحيد في محيط مدينة إدلب في عام 2012، ومنذ لحظة اعتقاله بدأت بالسعي لإخراجه ودفعت الكثير من الأموال كرشاوى لضباط متنفذين من النظام عبر سماسرة، الآن هذه الرشاوى ذهبت أدراج الرياح وكانت عملية نصب واحتيال فقط، دون أي جدوى في إخراجه من السجن.
وذكر (ج.ز) الذي عمل كوسيط بين ضباط وسماسرة وأهالي معتقلين في إدلب للمرصد السوري، لقد “تعرضت لعملية سرقة ونصب من قبل أحد الضباط العاملين في سجن صيدنايا، بعد أخذه 50 ألف دولار كدفعة لمعرفة وإعطاء معلومات ومحاولة الإفراج عن بعض المعتقلين”، لافتا إلى أن معظم من عمل في هذا المجال صعق لحجم الفساد وتسلط ضباط النظام لكسب أموال من أهالي المعتقلين.
ولطالما حذرت منظمات حقوقية من عمليات ابتزاز يتعرض لها أهالي المعتقلين، من قبل ضباط متنفذين في سوريا.
ويشكل ملف المعتقلين أحد أبرز الملفات التي لم يتم فيها التوصل إلى اتفاق بين النظام والمعارضة، وسط مخاوف من أن يتم طمس الملف في ظل عدم اهتمام دولي به، وضعف تأثير قوى المعارضة.
المصدر: صحيفة العرب
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.