NORTH PULSE NETWORK NPN

توتر في العلاقات الروسية الإيرانية في سوريا

نورث بالس

 

رفع تكثيف روسيا من وجودها في هضبة الجولان السورية الشهر الجاري، الغطاء من جديد عن اختلاف المصالح بين موسكو وطهران، خاصة ما يتعلّق بحجم النفوذ في الأراضي السورية وملف إسرائيل.

 

مِن وقتٍ لآخر خلال السنوات الأخيرة، تخرج تصريحات من مسؤولين إيرانيين وروس، تكشف المكتوم بشأن صراع النفوذ بين البلدين في سوريا، من بينها:

 

في مايو 2018، أعلن المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، حينها، أنه “لا أحد يُمكنه إجبار إيران على الخروج من سوريا”، في رد على تصريحات المبعوث الخاص لبوتن إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، بشأن ضرورة انسحاب القوات الأجنبية بما فيها الإيرانية.

 

وفي اذار/ مارس 2019، تحدَّث النائب السابق لوزير الخارجية الإيراني، حسين جابري أنصاري، عن وجود اختلاف بين طهران وموسكو بشأن إسرائيل، مؤكّدا في نفس الوقت اتفاق البلدين على مصالح أخرى في سوريا.

 

وفي كانون الثاني/ يناير 2024، وعقب اغتيال العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني في دمشق، لمّحت صحيفة “جمهوري إسلامي” الإيرانية، إلى مسؤولية روسيا، حين تساءلت: هل عجزت منظومة الدفاع الروسية “أس 400” عن مواجهة الهجمات الإسرائيلية؟.

 

وبجانب ذلك، هناك خلاف بشأن النفوذ في المناطق الساحلية المطلّة على البحر الأبيض المتوسط في سوريا.

 

وأعلنت حكومة دمشق نيّتها تأجير ميناء طرطوس لروسيا، تحدّثت عن تسليم محطة الحاويات في ميناء اللاذقية إلى إيران، وفق تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

 

ويتسابَق البلدان على الفرص الاقتصادية؛ فالشركات الروسية نجحت في الفوز بـ5 عقود نفطية بين عامي 2013 و2020، على سبيل المثال، في حين حصلت إيران على عقد نفطي لأول مرة العام الماضي، وإن كانت تسعى إلى تعزيز وجودها في مناجم الفوسفات.

 

ونفذت إسرائيل مئات الضربات في سوريا ضد أهداف إيرانية وأخرى تابعة لميليشيا “حزب الله” اللبناني، لكنها نادرا ما تعترف بها، وتتم غالبية الضربات بعد تنسيق أمني وعسكري مع قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.

 

والتحالف الروسي ضد إيران يرجع لعام 2019 أثناء عقد مستشارو الأمن القومي الأمريكي جون بولتون والروسي نيكولاي باتروشيف والإسرائيلي مائير بن شبات، اجتماعا أمنيا في القدس على مدار يومين في 24 و25 حزيران/يونيو الماضي.

 

ونقلت صحيفة إسرائيلية وقتها عن مصدر مطلع حينها، قوله بعد انتهاء الاجتماع، أن “الدول الثلاث أجمعت على طرد إيران من سوريا، وأن روسيا -التي رفضت اعتبار إيران “تهديدا عالميا”- وافقت على إخراج القوات الإيرانية من سوريا.

 

وفي تقدير المحلل السياسي الإيراني، عبدالرضا بن علي، فإن من أبرز خلافات موسكو وطهران في سوريا هو “ما يخص قضية فلسطين، خاصة بعد عملية طوفان الأقصى التي تدعمها إيران لأسباب عقائدية، بينما تبحث إيران عن مصالحها في هذه الأزمة”.

 

وأعلن مسؤولو إيران مرارا دعمهم للقتال الذي تقوده حركة حماس ضد إسرائيل في عملية “طوفان الأقصى” منذ 7 أكتوبر الماضي، بينما تدعو روسيا إلى وقف إطلاق النار.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.