نورث بالس
تصر تركيا بين الحين والآخر على توجيه رسائل واضحة إلى كل اللاعبين الإقليميين والدوليين على الأراضي السورية، فضلاً عن الفاعلين المحليين في المشهد السوري، وأبرزهم الإدراة الذاتية لإقليم شمال وشرق سو يا التي تعتبرها أنقرة الخصم اللدود في الداخل والخارج.
ومن بين هذه الرسائل نية أنقرة إعادة العلاقات مع دمشق واستمرار الهجمات التركية بالطائرات المسيرة على المنشأت الحيوية والمرافق العامة.
ففي الوقت التي تتحدث فيها أنقرة عن إعادة العلاقات بين الطرفين تواصل السلطات التركية إعادة آلاف اللاجئين السوريين قسراً إلى بلدهم الممزق بعد أن يزيد على عقد من الحرب الأهلية والتدخل العسكري الإقليمي والدولي، وفق تقارير منظمات حقوقية دولية.
حيث يرى مراقبون أن هدف تركيا من إعادة العلاقات هو إحكام قبضة دمشق وأنقرة على قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بهدف دفعها إلى القبول بتنازلات للطرفين”، بينما يعتقد بعضهم أن أردوغان يواصل مساعيه لـ”تخفيف حدة التوترات مع محيطه الإقليمي”، وصولاً إلى تطبيع مجمل علاقاته مع الدائرة العربية, إضافة إلى كسب الشارع التركي، وقطع الطريق على المعارضة التركية التي استخدمت ورقة السوريين في الماضي للضغط على الحكومة، وتأليب الشارع ضد أردوغان، لذا انتهجت حكومة العدالة والتنمية سياسة مختلفة تماماً نحو تصفير المشكلات وكسب الأصدقاء، وآخر محطة في هذا التحرك كانت مع دمشق”.
كما أن هدف أنقرة من التطبيع هو ترسيخ وجودها في شمال سوريا حيث أن استراتيجية التدخل هذه تسببت لها بأزمات كثيرة وقطعية مع محيطها الإقليمي، وحتى الدولي، لذا حتى تحافظ على بقائها في سدة الحكم تسعى جاهدة إلى الانفتاح مع محيطها الإقليمي، وإعادة التطبيع مع دول التي تعيش معها أزمات حقيقية، بسبب تدخلاتها السافرة في شؤونها الداخلية عبر أدواتها من الإسلامويين. وهذا ما تسعى إليه عبر الانفتاح مع سلطة دمشق، بحيث يحقق لها الحفاظ على مكتسباتها التي حققتها في سوريا وتثبيت احتلالاتها المباشرة أو عبر التنظيمات الإسلاموية المتطرفة والمقايضات التي تمت وفق مخرجات سوتشي وأستانا.
كما أنن عمليات التطبيع ما بين سلطتي دمشق وأنقرة هي استكمال لتنفيذ تلك المخرجات، وترسيخ للوجود التركي وتقسيم سوريا، واستمرارية الإرهاب والتطرف أخيراً شاهدنا كيف جرى تسليم المناطق لجبهة النصرة المدرجة على لوائح الإرهاب”.
وأشار متابعون للشأن العام في سوريا إلى أن هناك ضغوطاً على أنقرة تدفعها نحو التقارب مع دمشق، مارستها كل من إيران وروسيا الداعمتين لحكومة دمشق، بخاصة مع انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا، والملفات العالقة الكبيرة لإيران مع القوى الغربية، ومن ثم تسعى طهران وموسكو إلى تأمين نفوذهما في سوريا بعيداً من الجدل والاستقطاب مع الغرب، عبر تشجيع التقارب بين تركيا وسوريا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.