نورث بالس
كاردوخ بيكس:
في الرابع عشر من شهر شباط المنصرم، ادعت تركيا بأن مادة السيانيد السامة التي تدخل في عمليات استخراج الذهب؛ قد تسربت إلى نهر الفرات. نتيجة انهيار كبير للتربة في منجم للذهب بمنطقة أرزينجان شرقي البلاد. وتعتبر شركة “آنا غولد” صاحبة الاستثمار في منجم أرزينجان، والمملوكة بنسبة 80 بالمئة لشركة كندية و20 بالمئة لأخرى تركية.
في العام 2000 وبعد انفجار سد من مخلفات “السيانيد” في منجم “بايا ماري” التابع لشركة أورول لتعدين الذهب في رومانيا، تسربت تلك المخلفات إلى نهر “سومز” وقتل أعداداً كبيرة من الأسماك في المجر ويوغوسلافيا. وإثر تلك الحادثة تم إنشاء المدونة الدولية لإدارة السيانيد (ICMC).
ورغم أن الكثير من شركات التعدين وقعت على القانون الخاص بهذه المدونة، وبحسب المعلومات التي يتيحها موقعها الرسمي لا يوجد ذكر لشركة “آنا غولد” صاحبة الاستثمار في هذا المنجم. أي أنها تعمل بشكل غير قانوني.
عداك عن هذا، فهذه الحادثة تثير الشكوك وتخلق الكثير من إشارات الاستفهام عند كل متابع غاص في تفاصيلها رغم شحتها. فمنجم الذهب (كوبلر) هذا، يبعد 300 كيلومتر عن نهر الفرات، ووزير الداخلية المدعو “علي يرلي كايا” قال بأن التقديرات تشير إلى أن كتلة التراب المنهارة تحركت حوالي 800 متر فقط، وأصدرت وزارة البيئة التركية بياناً أعلنت فيه “إغلاق المجرى الذي يصل فيها نهر “سابرلي” إلى الفرات، لمنع وصول المواد المتدفقة إليه”. فيما صرح رئيس الوزراء السابق “بن علي يلدريم” للصحفيين في المنطقة، أثناء سؤالهم حول أمكانية تسرب تلك المادة لنهر الفرات، قائلاً: ” إن المادة الكيميائية محفوظة في مكان منفصل”.
إذا كيف وصلت مادة السيانيد السام إلى نهر الفرات؟؟؟!!
الجواب الوحيد لهذا السؤال كشفتها سياسات دولة الاحتلال التركي واستخباراتها عندما شنت حرب إبادة ضد شعوب مناطق شمال وشرق سوريا، بقطع مياه نهر الفرات لتعطيش تلك الشعوب وإبادتها، وبعد زيادة نسبة تلك المياه في الشتاء، وعودة بعض الحياة لتلك المناطق قام بتسميم تلك المياه استمراراً لإبادتها.
ما هي “السيانيد”؟
“سيانيد الصوديوم” كما تسمى علمياً؛ هي مادة كيميائية تستخدم في عمليات استخراج الذهب. حيث أن الذهب موجود في الطبيعة والتربة لكن يكون بكمياتٍ صغيرةٍ جداً، ومرتبط بعناصر أخرى.
ولذلك تتطلب عملية فكه واستخلاصه وتنظيفه عن باقي المواد المرتبط به باستخدام مواد كيميائية أخرى وعلى رأسها وأهمها أملاح سيانيد الصوديوم. وعادة ما تتم عملية الفصل نتيجة التفاعلات الكيميائية. و”السيانيد مثله مثل الأملاح السامة، وله خصوصية خطيرة لناحية الصحة والبيئة، كونه عالي السمية”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.