تركيا مستمر بإزلال إقليم كردستان وتتعمد إخفاء الرموز الكردية
نورث بالس
أطلقت القوات التركية لقب “مسؤولين محليين” على قوات بيشمركة إقليم كردستان العراق في خطوة تشير إلى أنها تنظر إليهم على أنهم فصيل من فصائلها وتقاتل داخل الأراضي العراقية، وتعمدت الوسائل الإعلام التركية كما سلطاتها على إخفاء كافة الرموز الكردية، كما يفعل أردوغان أثناء زيارة حكومة الإقليم لتركيا.
ومنذ فترة بدأت القوات التركية بعقد سلسلة اجتماعات مع قوات البيشمركة وحكومة الإقليم، وتجري تلك الاجتماعات داخل الأراضي العراقية ومناطق الإقليم، في خطوة تشير بأن تركيا أعلنت تبعية تلك المناطق لأراضيها، وبأن إقليم كردستان إحدى المحافظات التابعة لها.
وكما هي العادة وأثناء نشر أي خبر يتعلق بحكومة الإقليم، تتعمد السلطات التركية وفي وسائل إعلامها على تغيب أسم كردستان في تقاريرها، بالإضافة إلى منعها وضع أي رمز أو شعار أو علم كردي في الاجتماعات التي تجري بينها وبين مسؤولي الإقليم، حيث يقتصر الأمر على وضع العلم التركي فقط.
وبحسب المراقبين فأن هذه الخطوة التركية دليل على أنها تحاول وضع القوات الكردية في مواجه بعضها البعض، لزيادة الهوة بينها، إضافة إلى ضرب أبناء الشعب الكردي فيما بينهم ليسهل لها السيطرة على كافة أراضي إقليم كردستان، وضمها مستقبلاً لأراضيها.
ولرفع مستوى هذه الهوة بين أجزاء كردستان من المقرر أن تشترك تركيا في هذه الهجمات ما تسمى “بيشمركة روج” أيضاً، وذلك بهدف إحداث شقاق بين أبناء جنوب وغرب كردستان، وخاصة في ظل استمرار الهجمات التركية على كافة مناطق الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، والتي استهدفت بنيتها الاقتصادية.
ونشرت الوكالة الرسمية التابعة للحكومة التركية في بداية الأمر صور لأحدى الاجتماعات التي عقدت في إحدى القمم بجبال كردستان، وفيها قيادي من قوات البيشمركة وهو يضع علم إقليم كردستان على كتفه، ولكنها عادت وبعد عدة دقائق وعند اكتشافهم لهذا الأمر، موهت العلم الكردي لإخفاء أي شي يدل على الرموز الكردية.
ولفتت تركيا، بأن هجماتهم التي تجري على الأراضي العراقية تجري بالتنسيق الوثيق مع الوحدات الأمنية العراقية، ولإعطاء زخم وشرعية للهجمات الجديدة التي تنوي على شنها ضمن أراضي إقليم كردستان، قال أحمد يلدز، نائب وزير الخارجية التركي، إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيقوم بزيارة إلى العراق قبل نهاية نيسان/ أبريل المقبل، ولفت إلى أنه سيبدأ لقاءاته مع مسؤولين عراقيين اليوم الأربعاء.
وبحسب مصادر إعلامية، بدأت هذه الاجتماعات مع قوات بيشمركة وحكومة الإقليم في ظل غياب أي رمز كردي باجتماع رفيع المستوى بين الجانبين في أنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي برئاسة وزيري الخارجية ومشاركة وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات والأمن في البلدين الجارين.
وفي إطار مشاركة حكومة إقليم كردستان بقيادة نيجيرفان بارزاني بمنتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي عقد بداية شهر آذار/ مارس الجاري، اجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفي الاجتماع تعمد أردوغان هذه المرة على أظهاره بأنه نيجيرفان أحد أعضاء قوات الاستخبارات الخاصة به، ولم يسمح بوضع أي رمز أو علم كردي أثناء الاجتماع، حيث اقتصر الأمر على وضع العلم التركي فقط.
وترغب تركيا في إقناع السلطات العراقية وحكومة إقليم كردستان بالقيام بعملية مشتركة ضد حزب العمال الكردستاني، ولهذا تهدد الجانبين بالقطاع الاقتصادي وخاصة القطاع النفطي وحرب المياه.
وكان وزير الخارجية العراقي أعلن خلال مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي عُقد في مدينة أنطاليا جنوب تركيا في الفترة من 1 إلى 3 مارس (آذار) الحالي، أن الاجتماع الأمني، المقرر عقده في بغداد الشهر المقبل، سيناقش وثيقتين تركية وعراقية تم الاتفاق على إعدادهما خلال اجتماع أنقرة في 19 ديسمبر، وأن الجانب العراقي أعد بالفعل وثيقة بخصوص الأمن وأمن الحدود والعلاقات الثنائية، وسيتم خلال الاجتماع مناقشة الوثيقتين ووضع خطة عمل مشتركة على هذا الأساس.
وبحسب إعلام إقليم كردستان العراق، فأن تركيا شنت 230 هجوماً ضمن أراضي إقليم كوردستان و4 هجمات في الموصل من 1 كانون الثاني لغاية 1 آذار 2024، وأوضحت أن 12 هجوماً من الهجمات الـ 234 شنت بواسطة طائرات مسيّرة، و194 بواسطة طائرات حربية، و28 بواسطة القصف المدفعي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.