NORTH PULSE NETWORK NPN

جمعيات إسلامية… وكلاء تركيا للاستيطان في عفرين

نورث بالس

زادت تركيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة من اعتمادها على عدد من الجمعيات الإسلامية لتصبح بمثابة الذراع الرسمي للحكومة التركية في توسيع المشروع الاستيطاني داخل سوريا وبالتحديد في منطقة عفرين التي احتلها تركيا في آذار 2018 بعد شهرين من هجوم دامي استهدف المدينة وخلف مقتل وإصابة الآلاف وتهجير سكانها البالغ تعدادهم قرابة نصف مليون نسمة.

ومنذ احتلال تركيا لعفرين عام 2018، أقامت الحكومة التركية أكثر من 20 مستوطنة.

النشأة والتأسيس:

 

شنت تركيا هجوما مدمرا استهدف منطقة عفرين في شباط 2018، الهجوم استهدف المدينة وريفها حيث كان يقيم فيها قرابة المليون نسمة نصفهم من النازحين من المدن السورية الأخرى نظرا للأمان النسبي الذي ظلت تتمتع به. اضطر سكانها للنزوح بعد شهرين من الضربات الجوية وهجوم بري واسع وقصف صاروخي ومدفعي مكثف. بعد احتلال المدينة اعتمدت تركيا سياسة توطين عوائل المسلحين السوريين الموالين لها في منازل أهالي عفرين الذين تم تهجيرهم. كما وقامت ببناء عشرات المستوطنات لتوطين المزيد من اللاجئين السوريين الذين كان يتم ترحيلهم قسرا من تركيا.

في سبتمبر، 2019 أعلن الرئيس التركي عن مخطط واسع لبناء المستوطنات في المناطق المحتلة، مطالبا المجتمع الدولي بتقديم 27 مليار دولار لتركيا لاقامة تلك المستوطنات متوعدا الاتحاد الأوروبي مجددا بفتح الحدود لعبور اللاجئين لأراضيهم في حال رفضوا خطته.

ونشرت قناة TRT التركية تفاصيل خطة، التي تتضمن اقامة مستوطنات بتكلفة تصل الى 27 مليار دولار.

الخطة تتضمن إقامة مستوطنات تضم 10 قطاعات تتسع الواحدة منها لـ 30 ألف شخص، و 140 قرية تتسع ل 5 آلاف.

أما بالنسبة للبلدات، تضم بدورها 6 آلاف منزل مؤلفة من 3 أو 4 غرف بمساحة وسطية تبلغ 100 متر مربع.

وبحسب الخطة فإن مجموع مساحة المستوطنات سيقدر بنحو 92.6 مليون متر مربع، فيما ستبلغ مساحة الأراضي الزراعية التي ستوزع على سكان القرى نحو 140 مليون متر مربع آخر.

وسيبلغ مجموع الوحدات السكنية 200 ألف وحدة، يتم تشييدها، بإشراف وتنفيذ تركي حيث تقدر ميزانية المشروع بنحو 150 مليار و 965 مليون و 400 ألف ليرة تركية، أي ما يعادل 27 مليون دولار تقريباً.

رغم أن المجتمع الدولي (الاتحاد الأوربي والدول العربية والولايات المتحدة) أدركوا خباثة المخططات التركية ورفضوا تقديم أيّة أموال لصالح بناء المستوطنات إلا أن تركيا نجحت لاحقا في توفير جزء من التمويل ونفذت حتى الآن 11 % فقط من مشاريعها وذلك بأموال قدمتها قطر وجمعيات إسلامية مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين بشكل خاص.

غايات أخرى خلف مخطط بناء المستوطنات:

 

لا شك أن لتركيا عدة أهداف من وراء بناء المستوطنات في المناطق السورية المحتلة، وهي أهداف كشف عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوضوح في عدة مناسبات. منها ماهو متعلق بإيواء عوائل المسلحين الذين جندهم كمرتزقة لحماية مصالح نظامه داخل سوريا وخارجها إضافة لخطة اعادة اللاجئين السوريين المقيمين الآن في تركيا “قسرا” وتوطينهم في تلك المستوطنات. والتغيير الديمغرافي والتلاعب بالهندسة الاجتماعية للمنطقة عبر التخلص من الكرد وتوطين العرب الموالين له.

لكن الغاية الأهم أيضا تتمثل في جذب المزيد من رؤوس الأموال وأموال التبرعات وغيرها لصالح دعم الاقتصاد التركي وتوفير فرص عمل لآلاف الأتراك. حيث تشترط تركيا على كل جهة ترغب في تمويل بناء المستوطنات أن تجد لها شريكا تركيا، وأن يتم تحويل الأموال عبر البنوك التركية أولا لصالح “الشريك التركي” وعبره تذهب بالليرة التركية -بعد اقتطاع مايفوق من الـ 70 % منها – إلى المناطق المحتلة. كما وأن مواد البناء والاعمال وغير ذلك كلها تأتي من تركيا وبالليرة التركية حصرا، اضافة للمهندسين والإداريين والشركات فجميعهم يجب أن يكونوا أتراك يعملون بموجب عقود خيالية.

منظمات تمول بناء المستوطنات

 

من الجمعيات النشطة في الشمال السوري نذكر:

 

– “مؤسسة وفاء المحسنين الخيرية-Ihveder” قامت ببناء مستوطنة “الوفاء 2″، المؤلفة من /80/ منزلاً (تتألف الوحدة السكنية من غرفتين ومطبخ وحمام وحديقة أمامية، بمساحة /113/ متر مربع)، (التمويل من منظمات إسلامية تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في عمان)

مكان بناء المستوطنة: مساحةٍ حوالي /1.5/ هكتار من أرضٍ شمال غربي حي المحمودية في مدينة عفرين.

ملكية الأراضي : أصحاب هذه الأرض هم من عائلة “برهو”، تمّ قلع مئات أشجار الزيتون منها. والاستيلاء على الأراضي بعد تهجير قسري لأصحابها دون عقود إيجار أو بيع وشراء.

• “مؤسسة وفاء المحسنين الخيرية-Ihveder” قامت ببناء مستوطنة “الزعيم” قرب قرية “ديربلوط” في ريف مدينة عفرين في منطقة جنديرس، التي تضم /34/ وحدة بـ/136/ شقة سكنية كمرحلة أولى، وتستمر في بناء /80/ وحدة كمرحلة ثانية.

جمعية “وفاء المحسنين” تأسست في تركيا عام 2018، ولها مكاتب وفروع في العديد من الدول (تركيا، فلسطين، سوريا، لبنان، اليمن، بورما، بوركينا فاسو)، ورئيس مجلس إدارتها هو “عبد الله محمد الأسطل” المنحدر من مدينة خان يونس / قطاع غزة الفلسطينية.

• “مؤسسة الخير – مكتب الشرق الأوسط” قامت ببناء مستوطنة قرى جبل “الأحلام” و قرية “كيمار” بناحية شيروا / جبل ليلون، بالتعاون مع “الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية (أنصر) – تركيا” شريكها الرئيسي. المستوطنة تضم ألف وحدة سكنية (مساحة الواحدة منها /50/ متر مربع).

• مستوطنة عباير بنيت قرب قرية قورتقلاق بناحية شران في ريف عفرين، مؤلفة من /250/ منزلاً”، يشرف على بنائها المدعو “عرابة ادريس” القيادي في ميليشيا “فرقة السلطان مراد” وهو أبن شقيق “سليم إدريس- وزير دفاع حكومة الائتلاف المؤقتة السابق” والمنحدر من بلدة “المباركية”- ريف حمص، سبق له أن استولى على حرش حراجي بمساحة حوالي /18/ هكتار في مدخل قرية “قورت قلاق/الديب الكبير” الشرقي بالإضافة إلى أراضي في محيط قريتي “قورت قلاق، كفروم” المتجاورتين.

• مستوطنة “القرية الشامية” قام ببنائها ميليشيا “الجبهة الشامية”، على السفوح الجبلية غرب بلدة مريمين جنوب مدينة عفرين عبر توفير تمويل من قطري لإيواء عوائل مسلحي هذه الميليشيا من الذين ارسلوا للقتال في ليبيا ولاحقا أذربيجان.

• مستوطنة في قلب مدينة عفرين عبر الاستيلاء على اراضي في حي الأشرفية العائدة ملكيتها لكل من محمود كلش وحنان ناصر ومحمد علي من أهالي قرية قيبار، وذلك لإنشاء مستوطنة لإيواء المسلحي وعوائلهم.

• جمعية “البيان” القطرية مولت بناء مستوطنة في قرية آفرازة بناحية ماباتا (معبطلي) في ريف عفرين في ساحة كانت تعرف باسم “ساحة نوروز”

منظمة آفاد التركية قامت ببناء مستوطنات في (قرية محمدية ودير بلوط، بالإضافة إلى إنشاء وحدات استيطانية فوق تل ناحية جندريسه الأثري وقرب قرية يلانقوز وقرية جلمة وديوان تحتاني وقولكه وإيسكا وكفر صفرة) بناحية جندريسه في ريف عفرين.

• المنتدى السوري الذي يرأسه المدعو غسان هيتو بالتعاون مع مؤسسة “الإحسان للإغاثة والتنمية” الذي يرأسها براء الصمودي قاما ببناء مستوطنة في قرية حاج حسنو، تضم 247 وحدة سكنية على موقع جبلي يعرف باسم “جياي شوتي” بالقرب من جبل قازقلي بمحيط قرية كفر صفرة في ناحية جندريسه في ريف عفرين.

• قامت منظمة الهلال الأحمر التركي بالتعاون مع والي هاتاي، بإنشاء عشرات الوحدات الاستيطانية في ناحية جندريسه، اضافة لتوطين الأسر التركمانية في المنازل المستولى عليها على طول الشريط الحدودي الممتد من ناحية شرا وحتى بلبلة، ومن ناحية جندريسه وحتى ناحية راجو.

• آفاد و الهلال الأحمر التركي بتمويل قطري قاموا ببناء 3 مستوطنات في ناحية شيه وراجو، في ريف عفرين. إضافة لإنشاء مستوطنة في قرية ميدان إكبس والتي تقع على الشريط الحدودي مع تركيا، بالإضافة لبناء مستوطنة في سهل قرية شادية.

-في ناحية شيه (شيخ الحديد) أشرفت آفاد والهلال الأحمر التركي على بناء مستوطنة في قرية جقلا عبر تمويل من ميليشيا “سليمان شاه” (العمشات)، كما وأنشأ مستوطنة بين قرية جقلا وقرمتلق تضم 300 منزلا تم توطين أسر المرتزقة الذين قتلوا في ليبيا فيه.

• اقامة مستوطنة “مخيم التعاون” في قرية بافليون الإيزيدية بناحية شرا بريف عفرين عبر تمويل من منظمات قطرية – كويتية، يضم 70 وحدة سكنية ، بتمويل من جمعيات قطرية وكويتية إخوانية.

• “العيش بكرامة لأهالي فلسطين 48” مولت بناء مستوطنة تضم 99 وحدة سكنية تحت اسم مستوطنة “بسمة”، في قرية شاديريه الإيزيدية لتوطين الأسر الفلسطينية الذين جلبتهم تركيا من مخيمات الفلسطينيين في سوريا منها مخيم اليرموك.

• “كويت الرحمة” قامت بتمويل وبناء مستوطنة في قرية خالتا التابعة لناحية شيراوا، في ريف عفرين يضم 300 وحدة استيطانية.

• تم اقامة 7 مستوطنات في ناحية بلبله في ريف عفرين.

• جمعية “الأيادي البيضاء” قامت بتمويل وبناء مستوطنة في الغابات الحراجية الواقعة في قرية قطمة في ناحية شرا، وذلك باسم قرية (الصفية). إضافة لبناء مستوطنة في موقع “جبل شيخ محمد” شمال غربي قرية كفر صفرة التابعة لناحية جندريسه

• جمعية “وفاء المحسنين”، قامت بتمويل وبناء مستوطنة في قرية كفر صفرة في ريف عفرين.

• في ناحية جنديرس في ريف عفرين أفتتح الأتراك مستوطنة “أشبال بيت المقدس” الاستيطانية بتمويل من جمعية باكستانية، عبر جمعية “Sadakataşı” التركية، المؤلفة من /270/ منزلاً. كما شارك البلوكر الفلسطيني إبراهيم خليل المقيم في مدينة القدس أطلق حملات تبرعات وجمع مبلغ يفوق المليون دولار من مشاركين غالبهم عرب اسرائيل (عرب 48) وبالتنسيق مع “جمعية البيرق albairaq، جمعية العيش بكرامة، تراحموا – سنابل الخير” أشرف على بناء مستوطنة في ناحية جنديرس. (أشبال بيت المقدس).

المستوطنة اقيمت على ارض مساحتها (4 هكتارات) غربي قرية “حميلكه” في ناحية جنديرس في ريف عفرين ، وتعود ملكيتها لمواطن مهجر من قرية “شيتكا”- مابتا/معبطلي .

• مستوطنة “أهل الخير” في ناحية شران في ريف عفرين مولتها وبنتها منظمتا سواسية والمؤسسة الدولية للتنمية الاجتماعية بالتنسيق مع منظمة “HHRD” العالمية للإغاثة والتنمية، تتكون من 18 وحدة سكنية إضافة لمحلات تجارية وكل وحدة سكنيّة تتكون من 12 شقة طابقيّة.

• منظمة الرحمة العالمية مولت بناء عدة مستوطنات في عفرين .

• مستوطنة “بسمة الاستيطانيّ” في قرية شاديره بناحية شيراوا، مولت من قبل جمعية وفاء المحسنين بالقرب من مدينة جنديرس غربي عفرين. الفلسطينيون الذين موّلوا هذا المشروع الاستيطاني في منطقة عفرين هم من سكان قرية “الزعيم” في مدينة القدس، وقد سمّوا المستوطنة بـ”مجمع قرية الزعيم”. تضم المستوطنة 112 وحدة سكنية.

• “المجلس التركماني السوري”، و”حزب النهضة السوري التركماني” نظموا حملات تبرع وتنسيق مع جمعيات اسلامية ونشطاء أعلنوا جمع التبرعات لصالح بناء المستوطنات في البلدات والقرى الحدودية في عفرين لصالح توطين التركمان فيها حيث تشرف ميليشيا”السلطان محمد الفاتح” التركمانية على تنفيذ المشروع.

• منظمة حقوق الإنسان الدولية (HCI)” في كندا مولبت بناء مستوطنة في عفرين لتوطين عوائل المسلحين الذين أرسلتهم تركيا وقتلوا في ليبيا وإقليم ناغورا كارباخ. المستوطنة تضم 3500 وحدة بناء

وبحسب المعلومات التي نشرتها صحيفة (Yeni Şafak) ووكالة الأناضول الحكومية فإنّ، المشروع يهدف إلى بناء قرية تتسع لـ 500 أسرة سورية من منطقتين هما الباب و عفرين، لتوطين 3500 ثلاثة آلاف وخمسمئة شخص.

المصدر: مركز توثيق الانتهاكات

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.