“ليلة حمراء في موسكو..هجوم مميت يُلقي بظلاله على أمان العاصمة”
نورث بالس
شهدت العاصمة الروسية موسكو، أمس الجمعة، خلال حفل موسيقي في قاعة “كروكس سيتي”، هجومًا نفذته مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يرتدون ملابس مموهة.
اقتحم المهاجمون الطابق الأرضي للمركز التجاري وأطلقوا النار من أسلحة آلية وقاموا بإلقاء قنبلة يدوية أو حارقة، مما أدى إلى اندلاع حريق شاسع، وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود من السطح، بينما تم نشر الشرطة وخدمات الطوارئ بكثافة.
ذكرت وسائل إعلام محلية أنه يُخشى وفاة ما لا يقل عن أربعين شخصًا وإصابة أكثر من مائة آخرين في الهجوم، الذي يعد واحدًا من أفظع الهجمات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.
ووفقًا للتقارير، فإن منفذي إطلاق النار كانوا رجالًا بلحى سوداء، يرتدون سترات مضادة للرصاص ومسلحين بأسلحة رشاشة.
وبدورها حذرت السفارة الأمريكية في موسكو في السابع من مارس الجاري مواطنيها من التواجد في التجمعات العامة نظرًا للمعلومات التي تُفيد بأن متطرفين يخططون لشن هجمات على فعاليات كبيرة في المدينة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية.
وفي يوم 22 مارس، وبعد تنفيذ التنظيم الإرهابي داعش للهجوم، أعلن التنظيم مسؤوليته عبر منصة “تليغرام”، مدعيًا أن عناصره قتلوا وجرحوا مئات الأشخاص وأحدثوا دمارًا هائلًا قبل الانسحاب بسلام.
وُطرحت تساؤلات حول فشل روسيا في الكشف عن المخطط رغم ورود تقارير عن وشاك استهداف التجمعات الكبيرة.
فأعادت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تأكيدها اليوم، في ذكرى تحرير بلدة الباغوز، آخر معاقل التنظيم، على أن داعش لا يزال يشكل خطرًا كبيرًا، ليس فقط في شمال وشرق سوريا بل على العالم بأسره. وها هي تحاول إعادة بناء نفسها من خلال خلاياها النائمة.
تلقي هذه الأحداث الضوء مجددًا على المقاومة التاريخية التي قادتها قسد ضد التنظيم الإرهابي ودولته المزعومة ويدرك الجميع حجم العنف الذي مارسه التنظيم على المناطق التي سيطر عليها.
وبحسب مصادر خاصة، يُعتقد أن الجهة المنفذة للهجوم الروسي تلقت دعمًا من الدولة التركية، التي توسطت في تدريبهم في عفرين وإدلب ومدهم بالمعدات اللازمة للقيام بهذه الجرائم.
والسؤال الذي لا يزال يطرح نفسه: هل ستقوم روسيا بالرد انتقامًا لهذا الهجوم، أم أن المصالح المشتركة ستحول دون ذلك؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.