“صوت الوحدة والتجدد…مسد في سعيه لبناء جبهة سورية موحدة”
نورث بالس
في هذا الزمان الحافل بالتقلبات والأحداث المصيرية، يظل صدى الأزمات محور اهتمام لا ينضب في ذكرى اندلاع الأزمة السورية التي تعد من أبرز هذه الأحداث، ويبرز دور مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) كمنصة تعبير عن الإرادة الجماعية للشعب السوري، ساعيًا لبلورة استراتيجية متكاملة تستهدف توحيد الصفوف والرؤى نحو مستقبل يزهو بالديمقراطية والسلم.
في تلاوين خطابه المتنوع، أعرب المجلس عن إصراره المتجدد في استنهاض العمل نحو التحول الديمقراطي المنشود، بهدف تشكيل جبهة عريضة حامية لمقاليد الثورة السورية ومصلحة الشعب وفيما ينبض مضمون البيان بقيم العيش المشترك وأسس التلاحم الوطني، سلط الضوء على الآثار الوخيمة الناجمة عن الضغوطات الإقليمية التي ألقت بظلالها على وحدة النسيج الاجتماعي.
مضى المجلس في بيانه يحمل الراية عالياً، متهمًا ضمنيًا القيادات المسؤولة بآثام الخروج عن المسار الصائب للثوار في بعض جيوب البلاد، بينما يُسلط الضوء بارتياح على المساحات المتنفسة التي حافظت على حراكها المدني السلمي والنموذج الذي أقامته الإدارة الذاتية كرمز للأمل والتغيير.
قبل ثمانية أعوام، وبالتحديد في التاسع من ديسمبر/كانون الأول عام 2015، كان السوريون على موعد مع حدث تاريخي، حيث اجتمعت في مدينة “ديريك” أقصى شمال شرق البلاد القوى المؤيدة للحوار والديمقراطية والحلول الوطنية، والغيورة على وحدة الوطن وسلامته، والتي آلمها استمرار مأساة الشعب السوري، وتشتّته بين فرقاء شتى من قوى المعارضة الوطنية السلمية، وأرّقتها الأخطار التي تهدد مستقبل أبناء هذا البلد المنكوب.
والجدير يذكر بأن اجتماع القوى الداعمة للسلام والديمقراطية شكل نقطة تحول، إذ ابتًن فيه أرضية مشتركة ورؤية ثاقبة تمتزج بالطموح الوطني وتتوج بإرساء دعائم “مسد” توالت الإخفاقات المريرة التي منيت بها النظام السوري والفصائل التابعة لها، مخلفةً فراغًا اغتنمه “داعش” والفصائل الإرهابية مسببةً رُهاب وإحباطًا واسعًا، وهو ما دفع بظهور “مسد” كبديل مشرق وحراس للمعارضة الحقيقية.
عبر السنين الثمانية الماضية منذ نشوء “مسد”، أطلق المجلس يد السلام، ممهدًا طرق المبادرات السياسية المختلفة، وعلى الرغم من تحديها بالصد من قبل النظام وفصائل التابعة لها مثل “الائتلاف الوطني”، واصل “مسد” تشابك الأيدي مع العديد من القوى الوطنية في استعادة الوحدة السورية والقضاء على الانقسام الذي يداهم الفصائل الإرهابية اتحاداً ينبض بالهمة نحو فجر سوري جديد.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.