“النيران تحت الرماد…الكرملين وملحمة القصاص الخفي من قلب الظلمات”
نورث بالس
أعلنت جماعة “داعش” في أفغانستان، المعروفة باسم “ولاية خراسان” أو “داعش خراسان”، مسؤوليتها عن اعتداء يوم الجمعة الهمجي، حيث أزهقت أرواح 62 نفسًا لمّا فتح جنود الظلام النار بأسلحتهم الآلية ذات الزي المموّه، أثناء مهرجان موسيقي في صالة كروكوس سيتي بالعاصمة موسكو.
وقد أعلن الكرملين، عن القبض على 11 مشتبهاً من بينهم المنفذون الأربعة الذين صبغوا بأيديهم قاعة موسكو الفخمة بدماء الأبرياء يوم الجمعة.
من هم تنظيم “داعش خراسان”؟
– تأسس تنظيم داعش خراسان في عام 2015 على يد أعضاء ساخطين من “طالبان”.
– شهدت الجماعة انخفاضا في عدد مقاتليها إلى النصف تقريبا، أي قرابة 2000 مقاتل، بحلول عام 2021 نتيجة لمزيج من الغارات الجوية الأميركية و”الكوماندوز” الأفغانية التي قتلت العديد من قادتها، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
– برز اسم الجماعة بعد وقت قصير من إطاحة “طالبان” بالحكومة الأفغانية سنة 2021.
– أثناء الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان، نفذ التنظيم تفجيرا انتحاريا في المطار الدولي بكابول في أغسطس 2021، أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا وما يصل إلى 170 مدنيا.
– رفع الهجوم مكانة التنظيم، وبات تهديدا كبيرا لقدرة “طالبان” على الحكم في أفغانستان.
– منذ ذلك الحين، تخوض “طالبان” معارك ضارية ضد “داعش خراسان” في أفغانستان.
ونطل على رد فعل الروس الذي يكتنفه بركان الغيظ الخفي، الذي لا يفصح عن وجهه، بل يتآكل الصمت في الجنبات ملتهبًا غضبًا، استعدادًا لبغتة جوية كانت أم برية زئير انتقام لتلك المأساة النكراء. وإن كان وجه بوتين لا ينمّ عن ثأر، فإنه يخط الخطط ويلم الجند لهذا الغرض.
سوف تقبض روسيا بيد من حديد على هؤلاء التنظيمات الإرهابية، بضربات محمّلة بأسلحة فائقة الثقل والحداثة، بانطلاقها من أوكارهم في إدلب وعفرين إلى أقاصي الأراضي المغتصبة.
تُلوح المعلومات أن تلك الإستراتيجية الروسية ربما تشهد شحذ الحيل الأمنية وتصعيد المجهود العسكري المستعر ضد معاقل وتحركات هذه العصابة الشريرة، وهذه الخطى إن مُضي فيها قد تهد الميزان السياسي والعسكري في الإقليم، وربما تفجر تصعيدًا يشد إليه الدول ضمن فلك التأثير سواء إقليميًا أم على الصعيد الدولي.
وتبقى الرواية معلقة على حبكة سؤال: لماذا يكتم بوتين ثورة غضبه ومساراته خلف ستار الغموض؟ وما هو ذلك الانفجار البركاني الذي يفيض لافا وحممًا وهو يتربص للقصاص من شياطين أقوى التنظيمات الإرهابية على الأرض
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.