توجهات جديدة وتحديات مستقبلية… التطبيع السعودي السوري تحت المجهر
نورث بالس
بدأت المحادثات لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وسوريا بهذه الفترة من العام الماضي، وكانت هناك علامات بارزة لهذا التوجه، مثل عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية في مايو، ومشاركة رئيس النظام السوري في القمة العربية بالرياض كما بدأت السفارة السعودية عملها في دمشق مع مطلع العام.
خلال هذه الفترة، حصلت دمشق على دعم عربي واضح، وكان للسعودية دور بارز في ذلك، على الرغم من أن شروط التطبيع العربي، بما في ذلك الإجراءات الخاصة بالتغيير السياسي ومكافحة المخدرات وغيرها، لم يتم تنفيذها بعد من قبل دمشق بعد مرور عام على هذه الخطوات.
المحللون يتساءلون عن الدوافع الحقيقية وراء هذا التطبيع بين السعودية وسوريا، والذي يحمل تحديات قانونية واقتصادية، وما الذي يسعى كل طرف لتحقيقه من هذه العلاقة، وكذلك الرد الإيراني المتوقع إذا شهدت هذه العلاقة تقدمًا ملموسًا.
فيما اعتقد المحللون أن سوريا تسعى لكسر عزلتها العربية والدولية من خلال التطبيع، وتأمل في الحصول على دعم مالي لإعادة الإعمار وتخفيف المشاكل الاقتصادية الحادة التي تواجهها.
من جانبها، تبحث السعودية عن نفوذ إقليمي في سوريا، وترغب في أن تكون جزءًا من الجهود الرامية لإيجاد حل للأزمة السورية، وهي تكافح أيضًا ضد مشكلة تهريب المخدرات، التي تمثل قضية اجتماعية كبيرة في المملكة والمنطقة، وتعتبر حكومة دمشق مصدرًا رئيسيًا لهذه التجارة غير الشرعية.
ومع ذلك، يعتبر المحللون أن فرص نجاح التطبيع السوري السعودي ضئيلة، حيث من غير المرجح أن تقلل السعودية من النفوذ الإيراني في سوريا، وأي دعم اقتصادي سعودي قد يواجه عثرات بسبب العقوبات المحتملة، خصوصًا إذا تم سن قوانين أمريكية جديدة ضد التطبيع مع الحكومة.
يخلص المحللين إلى أن التنافس والتصادم المحتمل بين السعودية وإيران في سوريا قد يتفاقم إذا تقدمت العلاقات السعودية السورية، ولكن يظل من السابق لأوانه التنبؤ بنتائج هذه العلاقة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.