الغلاء يخيم على أسواق دمشق… استغناء عن التجارة وسعي وراء البدائل
نورث بالس
تكابد أسواق الملابس في دمشق ركوداً حاداً، إذ اضطر الكثيرون من تجارها إلى شطب تجارتهم والتوجه نحو بدائل معيشية أخرى، تحت وطأة ارتفاع أسعار الملابس الجديدة المبالغ فيه حال هذا الغلاء في جعل المواطنين يقبلون على الملابس الأوروبية المستخدمة كخيار اقتصادي بديل.
تنتشر هذه الأسواق في أرجاءٍ متفرقة من دمشق، وتعد أسواق الصالحية، القصاع، شارع الحمراء، والحميدية من أبرزها، إلى جانب سوقيات صغيرة أخرى.
الفارق الشاسع بين الدخل وتكلفة الحياة يلقي بظلاله على المستهلكين؛ إذ تتحدث إحدى الموظفات الحكوميات، والتي لا تجاوز رواتبهن الـ400 ألف ليرة سورية (ما يعادل 25 إلى 27 دولار) عن الضائقة المالية التي تعاني منها، وانحسار أولوية الملابس نتيجة الارتفاع الصاروخي في أسعارها.
أما موظفة أخرى فتعبر عن إحباطها إزاء عدم قدرتها على تأمين احتياجات أسرتها، لا سيما الأطفال منهم، في ظل الأسعار الباهظة التي ألقت بثقلها على الجميع، ولفتت إلى الصعوبة الخاصة التي تواجهها العائلات من حين لآخر في شراء المستلزمات لأبنائها.
بالنسبة لأصحاب المحلات، فقد أصبحوا يعتمدون بشكل أساس على الورش الصغيرة غير الرسمية لتجنب الضرائب المرتفعة. ومع أن مصانع الألبسة الجاهزة متركزة بشكل كبير في حلب، فإن دمشق تشهد تراجعاً في هذا القطاع بسبب أزمات مصادر الطاقة.
يصف صاحب ورشة ألبسة المعضلة في الاقتصاد، متكلماً عن الطلب الضئيل وتكاليف الإنتاج المتصاعدة، معتبراً أن مهنته باتت لا تعيله كما السابق، وهو الآن يفكر في التحول نحو تخصص آخر.
يضاف إلى ذلك أن الارتفاع السنوي في أسعار الألبسة الجاهزة بنسبة 100%، وتراجع الإقبال على الشراء بأكثر من 70%. يعزو السبب في ذلك إلى أن الملابس أصبحت كماليات بالنسبة للكثير من السكان، مما دعا التجار للتفكير في مستقبل مهني مختلف يوفر لهم استقراراً أفضل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.