NORTH PULSE NETWORK NPN

الحكومة السورية والدولة التركية.. خلافات بالجملة واتفاق على ضرب الإدراة الذاتية

نورث بالس

بعد سنوات من عمر الأزمة السورية ، وانعدام أفق الحل، وبالرغم من أن تجربة الإدارة الذاتية هي التجربة الأكثر ثباتا ونجاحا ، لا تزال الحكومة السورية تحاول جاهدة وبطرق كثيرة إلى إفشال هذا المشروع ، منذ سنوات وهي تحاول جاهدة ضرب هذا المشروع تارة من خلال خلق الفتن والنعرات الطائفية بين مكونات المنطقة كردها وعربها ، وتارة عبر اللعب بالورقة العشائرية.

بالرغم من الخلافات الكثيرة بين الدولة التركية والحكومة السورية واتهام الأخيرة للنظام التركي باحتلاله لأراضيها وبالرغم من دعواتها الكثيرة ومطالبتها المتكررة بضرورة الخروج من الأراضية السورية ، وبالبرغم من اعلان مسؤولي الحكومة السورية في أكثر من مناسبة بعدم امكانية التطبيع مع بين البلدين دونما الخروج الكامل من الأرض السورية دون شرط أو قيد .

كل هذ الخلافات توضع جانبا عندما يتعلق الأمر بالإدارة الذاتية وإفشال مشروعها الديمقراطي والذي أثبت جدارته بإمكانية تطبيقه في مختلف المناطق السورية واعتبارها اللبنة الأساسية لقيادة سوريا وشعبها إلى بر الأمان بعد سنوات عجاف أفرزت واقعا سوريا مأساويا.

عودة التقارب بين الدولتين الجارتين بات واضحا للقاصي والداني بأن هدفه الأول خلق الفتنة بين مكونات المنقطة في إقليم شمال وشرق سوريا ، بين الكرد والعرب وفيما بين العرب أنفسهم وما بين باقي المكونات الأخرى المتعايشة منذ اعلان تجربة الإدارة الذاتية منذ سنوات.

التقارب السياسي وتلميحات الدولة التركية المتكررة لضرورة التطبيع بين البلدين يهدف وبشكل أساس لإبلا إفشال تجربة الإدارة الذاتية ، لكن الملفت في هذا التقارب وإن حصل ، دعوة النظام التركي إلى ضرورة إيجاد نوع من التفاهم فيما بين الحكومة السورية وما تسمى بالمعارضة السورية التي لا تكاد تسيطع التنفس خارج عباءة الدولة التركية . دعوات التقارب هذه تشكل دليلا آخر حول رغبة هذه الاطراف بضرب البينة الداخلية لتجربة الإدارة الذاتية . خاصة وبأنه يأتي في وقت فشلت جهود الدولة التركية لكسب توافق دولي لبدء عملية احتلالية جديدة ضد إقليم شمال وشرق سوريا على غرار تكرار مأساة عفرين وسري كانية وتل أبيض .

روسيا الاتحادة قد تدفع هذه الأطراف (الحكومة السوريا ، ما تسمى المعارضة ، الدولة التركية ) باتجاه تحقيق هذا التطبيع أو التقارب ، لانها المستفيدة الأكثر حظا منه إن تحقق ، ولأنها تدرك تماما بأن حكومة دمشق غير قادرة على البقاء أكثر على قيد الحياة ، وبأن مشروع التقارب وإن كتب له النجاح تجعل الدولة التركية تبتعد أكثر وأكثر عن الولايات المتحدة .نأهيك عن رغبة روسيا الجامحة إلى انهاء التواجد الإيراني في سوريا وتغلغله الكبير بمفاصل الحياة السياسية السورية ، وقد يكون تحقيق التقارب ضربة موجعة ومفصلية تنهي من خلاله التواجد الإيراني في المنطقة .

إلى أي حد تنجح محاولات التقارب هذه الأزمة السورية تعاني من ضبابية المشهد السياسي السورية ؟ ، إلى أي حد ستدرك الولايات المتحدة الأمريكية خطورة هكذا سيناريو “إن تحقق” على مشروعها في المنطقة ومن أهميته الاستراتجية، وبالمقابل كيف يمكن أن تخطو الإدارة الذاتية خطوات جادة تجاه هذا المخطط . وكيف لها أن تقطع الطريق أمام كل من يحاول خلق الفتن والنعرات الطائفية بين مختلف مكونات المنطقة ، قد تطول هذه المحاولات لكن قادم الأيام ستكشف نجاح هذا التقارب من عدمه وستكشف آلية تعامل بقية الأطراف الفاعلة معه.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.