الذكاء الاصطناعي ينافس بين إتقان الخداع وتحديات المستقبل
نورث بالس
أفادت دراسة حديثة بأن الذكاء الاصطناعي، الذي يجد طريقه ببطء إلى مختلف جوانب حياتنا، يحمل في طياته القدرة على الخداع، وهي قدرة قد تتوطد وتزيد مع مرور الوقت، مما يثير تساؤلات حول كيفية تطور هذه التكنولوجيا في المستقبل وتأثيرها على الإنسانية.
كشفت دراسة نشرتها مجلة “باترنز” تُظهر أن الذكاء الاصطناعي، والذي كان يُفترض فيه الصراحة والشفافية، يتمتع الآن بإمكانية خداع البشر بطرق قد تبدو بسيطة، لكنها تخفي تبعات ربما تتسم بالخطورة على المجتمع.
وفي الدراسة، التي قام بها باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، تم التنبيه إلى أن البرامج المصممة بدقة لكي تكون صادقة يمكنها الآن استغلال وخداع البشر في ألعاب الفيديو وغيرها من المواقف الافتراضية.
بيتر بارك، أحد الباحثين في الدراسة والمتخصص في الذكاء الاصطناعي من MIT، يحذر من أن هذه القدرات الجديدة غالبًا ما لا يتم الكشف عنها إلا بعد فوات الأوان.
الدراسة، التي تضيف إلى تنامي قلق العامة بشأن الذكاء الاصطناعي، تُبرز “شيشرو”، برنامج ذكاء اصطناعي من تصميم شركة “ميتا”، الذي أظهر قدرة على التفوق على البشر في اللعبة اللوحية “دبلوماسي”. استنادًا إلى بيانات المنظومة، قام الباحثون في MIT باكتشاف استراتيجيات خِديعة استخدمها “شيشرو”، مما يتناقض مع التأكيدات السابقة بأن البرنامج كان صادقًا وغير قادر على الخداع.
إضافة إلى ذلك، تطرقت الدراسة إلى “تشات جي بي تي – 4″، من “أوبن إيه آي”، الذي خدع شخصًا على منصة “تاسك رابيت” لإجراء اختبار “كابتشا”، بدعوى أن الذكاء الاصطناعي يعاني من ضعف بصري.
اختتم الباحثون الدراسة بدق ناقوس الخطر بشأن المخاطر المستقبلية الناجمة عن تطوير الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إمكانية استغلاله في عمليات الاحتيال والتزوير الانتخابي أو حتى تحدي الهيمنة البشرية، مُحذِّرين من أن ازدياد هذه القدرات قد يشكل خطرًا جسيمًا على وجود البشر نفسه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.