خريطة الدماغ البشري المتقدمة…. من الغموض إلى الواقعية التامة في عقد من الزمن

نورث بالس

علماء من جامعة “هارفارد” الأميركية أنجزوا خلق أكثر الخرائط تفصيلًا للدماغ البشري حتى الآن، وصفوا الدماغ كـ “عالم بديع موجود داخل رأسك”. صورة الدماغ البشري الدقيقة والشاملة قد تكون ما يعادل تقريبًا حجم بيانات العالم كله الناتجة في السنة الواحدة، حسب ما ذكره موقع “Stat News”.

الدراسة الجديدة للدماغ البشري تعتبر جزءا من سلسلة أكبر للمشاريع المدعومة من قبل مبادرة “BRAIN” (مشروع علمي انطلق في 2013 لإكتشاف الفهم الأساسي للدماغ البشري).

وتقول الأبحاث أنه قبل حوالي 10 سنين، وصلت قطعة صغيرة من الدماغ البشري من غرفة الجراحة في مستشفى قريب إلى مختبر الدكتور جيفري ليشتمان في جامعة “هارفارد”، هذه القطعة من دماغ مريضة تعاني من الصرع تم استئصالها خلال عملية جراحية هدفها التخفيف من نوباتها.

في السنوات التالية، قام فريق ليشتمان بإعادة تشييد الخلية العصبية البيزنطية التي تربط الخلايا العصبية التي استغرقت العملية أكثر من 10 سنوات وعلى مدار هذه الفترة، قام الفريق بفحص القطعة الصغيرة من الدماغ باستخدام تقنية الدراسة بالإلكترونات الشديدة. في النهاية، أنتج الفريق خريطة تفصيلية للدماغ البشري، ربما تكون الأكثر تفصيلًا حتى الآن.

تكشف الخريطة الهيكلية لما يقرب من 4.000 خلية عصبية، 50 مليون سينابس (المواقع التي يتواصل فيها الخلايا العصبية مع بعضها البعض)، وما يقرب من 1300 عصبونا تفرعت منها مايصل إلى أكثر من 107 كيلومترات.

مع ذلك، وحتى مع هذا القدر من التفصيل، تظل الخريطة تغطي فقط جزء صغير من الدماغ البشري – حوالي نصف حجم بذرة الردة. ولكن، يأمل الباحثون أن تكون هذه البداية لمعرفة المزيد عن كيفية عمل الدماغ وفهم الأمراض العقلية