NORTH PULSE NETWORK NPN

حين تصبح الجنازات مرآة للتوترات الروسية-الإيرانية…بوتين يكلف الدوما الروسي لحضور مراسم رئيسي

نورث بالس

كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، بحضور مراسم تشييع جثمان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بدلا منه

خطوة فسرها مراقبون بعمق الخلافات بين الدولتين ويُشارك رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، في مراسم تشييع جثمان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وفق ما أفاد به مصدر برلماني لوكالة “تاس”. ونقل المصدر اليوم الثلاثاء أن “فولودين يُمثّل الاتحاد الروسي في مراسم التشييع”. الجنازة من المُنتظر أن تُقام في الثالث والعشرين من مايو بمدينة مشهد شمال شرق إيران.

تحطمت مروحية كانت تحمل الرئيس الإيراني في التاسع عشر من مايو بمحافظة أذربيجان الشرقية، وكانت تقل أيضًا وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وممثل المرشد الأعلى في المحافظة محمد علي آل هاشم، وحاكم المقاطعة مالك رحمتي، ورئيس حماية الرئيس العميد مهدي موسوي، بالإضافة إلى الطيار ومساعده ومسؤول تقني. وأكد بير حسين كوليوند، رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، وفاة جميع الركاب والطاقم. وشدد نائب الرئيس الإيراني، محسن منصوري، على تقارير تفيد بأن رئيسي قد فارق الحياة.

 

على الجانب الآخر، فإن العلاقات الروسية الإيرانية تمتد لأبعد من التنسيق في قضايا مشتركة، لكن تظل خلف هذا التحالف بعض الخلافات بسبب تعارض المصالح والرؤى. تبرز اختلافات بين البلدين حول مستقبل البلاد بعد الثورة.

 

على الرغم من التفاهم الروسي الإيراني في الملف السوري، هناك خلافات تحيط بهذا التوافق، فطهران تقلق من التفاهم الروسي مع تركيا وإسرائيل في الشأن السوري، الأمر الذي جعل سوريا ميدانًا للتنافس الدولي. ورغم الخلافات على مستقبل سوريا، تُفضِّل موسكو تسوية سياسية تحافظ على وحدة وسيادة سوريا. بالمقابل، تركز طهران على تعزيز النفوذ العلوي بغض النظر عن التأثيرات المُحتملة على المستقبل السياسي للدولة السورية.

 

في شريط صوتي مُسرب، انتقد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الحرس الثوري لإدخاله البلاد في الحرب الأهلية السورية بتوجيه روسي. أشار ظريف إلى أن روسيا ألزمت إيران بإرسال قوات برية لسوريا: “كانت زيارة سليماني لروسيا بأمر من موسكو في 2015، ولم تكن بمحض إرادتنا. كان ذلك لتخريب جهود وزارتنا”.

 

تهدف روسيا إلى دعم النظام السوري، لكن دمشق أحبطت جهود التوافقات العربية والتركية، التي أرادت موسكو تعزيزها. روسيا، من خلال مُباحثات أستانا، سعت لتحقيق مصالحها ومصالح إيران في سوريا وتُعتبر المواقف العنيدة للأسد تحت تأثير الضغوطات الإيرانية، وهذا يمنع تطبيع العلاقات مع أنقرة أو إنتاج توافق سياسي جديد.

 

إن الصراع الروسي الإيراني حول القرارات السورية يستمر لحصد خيبات نظام الأسد وسط صراعات إقليمية وضغوط دولية متزايدة. وفي حين أن روسيا تسعى للحفاظ على الاستقرار في الجنوب السوري والتفاوض مع أطراف متعددة، تستمر إيران في استراتيجيتها للدفاع عن مصالحها في وجه التحديات الراهنة.

 

المستقبل الدبلوماسي والاستراتيجي للعلاقات بين موسكو وطهران، ورؤية كل دولة لمستقبل سوريا، يبقى معلقاً بين التحولات الداخلية والخارجية المعقدة، وتبقى الإستراتيجيات الجديدة في البيئة العربية موضوع نقاش ساخن وممتد.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.