درعا وظاهرة المخدرات…أزمة تتعقد وحلول غائبة

نورث بالس

يعاني جنوب سوريا، وتحديداً مدينة درعا، من تحديات جمة بسبب اتساع رقعة انتشار المخدرات وتأثيراتها المتعاظمة. المواطنون في درعا يلاحظون تزايداً في أنشطة تهريب المخدرات ونشرها، الأمر الذي أفضى إلى ارتفاع نسب الجرائم والعنف بشكل قلق.

هذا الواقع المرير ينتج عنه استياء متعاظم من المجتمع، حيث يلحظ السكان غياب دور الحكومة في مكافحة هذه المشكلة، ويوجه بعضهم اتهامات لما تسمى بأجهزة الأمن بتعزيز وضعية تجار ومروجي المخدرات بدلاً من محاسبتهم.

وسائل الإعلام تشير إلى أن الموقع الجغرافي المميز للمدينة كنقطة تهريب استراتيجية نحو دول الجوار وخارجها. ويستنتج أن تجارة المخدرات تنمو وتزدهر بشكل لافت منذ عودة السيطرة الحكومية وتواجد الجماعات المدعومة إيرانياً في المنطقة في 2018، مشيراً إلى أن نفوذ تلك الجماعات يساهم في دعم صناعة وترويج المخدرات هناك.

وبحسب آراء المحاميين أبانوا أن الآثار المدمرة للمخدرات على النسيج الاجتماعي، لاسيما تفشي الجرائم كالخطف والقتل والسرقة. ويجزم أن توافر المخدرات بسهولة، إلى جانب عدم وجود فرص عمل للشباب، يدفعهم نحو المخاطرة بتعاطي المواد المحظورة.

ويؤكد المحاميين أن المحاولات المحلية لترميم الأوضاع عن طريق علاج المدمنين وإعادة تأهيلهم لم تجد الدعم المطلوب من السلطات، بالرغم من الحاجة الماسة لمثل هذه المبادرات. كذلك ينبيه إلى المكاسب السياسية التي تجنيها جهات ذات نفوذ من خلال استمرار هذه المعضلة.

ويختتمن بالقول إن معالجة الأزمة تتطلب التصدي للجذور من خلال محاسبة كبار التجار والمروجين، وليس فقط تتبع المستخدمين من الأفراد، ملمحاً إلى أن الإجراءات الحالية تفتقر إلى الشمولية والفعالية، مما يسهل على المشكلة أن تستفحل دون رادع.