إعادة تقييم تدابير كوفيد-19..اعترافات الدكتور فاوتشي في دائرة الضوء

نورث بالس

يُعرف الدكتور أنطوني فاوتشي بأنه كان الوجه البارز خلال الانتشار الواسع لفيروس كورونا عام 2020 وما بعده، حيث كان يشغل منصب مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية في الولايات المتحدة. مع تقلص حدة الجائحة، ظهر اسمه مجددًا في الأوساط الصحفية والنقاش العلمي مؤخرًا بعد الكشف عن معلومات جديدة أحدثت صدمة عالمية.

وفقًا لشهادة قدمها فاوتشي أمام الكونغرس في وقت سابق هذا العام، تبين أن الإرشادات الخاصة بالتباعد الاجتماعي وتحديد مسافة الست أقدام، بالإضافة إلى إجراءات أخرى تم اعتمادها لحماية السكان من الفيروس، لم تستند إلى بيانات علمية مؤكدة.

النص الكامل للمقابلة مع فاوتشي، الذي نشره الجمهوريون قبل فترة قصيرة من شهادته العلنية، يكشف عن خطتهم لاستجوابه مرة أخرى بشأن القيود المتعلقة بكورونا التي كان قد سنها، والتي اعترف لاحقًا بأن تأثيرها في تباطؤ انتشار الفيروس كان محدودًا، بحسب ما نقلته صحيفة “ديلي ميل”.

في حوار أجرى مع محامٍ يمثل اللجنة الفرعية الخاصة بجائحة فيروس كورونا في مجلس النواب، صرح فاوتشي للجمهوريين بأن القرار حول التباعد الاجتماعي ظهر فجأة، وأنه لا يذكر الأساس العلمي الذي استندت عليه تلك التوصية. وأقر بعدم علمه بوجود دراسات تؤيد فعالية هذه الإجراءات، وأن إجراء مثل هذه الأبحاث سيكون معقدًا للغاية.

بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أنه لا يتذكر أية أدلة تبين أن ارتداء الأطفال للكمامات أو عدم حضورهم المدرسة كان له تأثير في منع تفشي الفيروس.

الشهادات التي قدمها فاوتشي تعيد إلى الواجهة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدول، والتي اعتُبرت حاسمة في التصدي للفيروس، وتغافلها عن آثارها الجانبية السلبية المحتملة. ويُذكر أن الأثر الضار لهذه الإجراءات على تعليم الأطفال وتطورهم الاجتماعي قد تم توثيقه، حيث أشارت دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة (NIH) إلى تأثير سلبي ملموس على مهارات الطلاب في القراءة والكتابة والتعلم جراء استخدام الأقنعة. وأبلغت دراسة أخرى عن مشاعر الاكتئاب والقلق العام والتوتر الحاد التي سببتها التدابير كالتباعد الاجتماعي.

علاوة على ذلك، خصصت لجنة الفيروسات التاجية شهورًا طويلة لكشف أصول الفيروس، والذي تسبب في تغيير حياة الناس جذريًا وأدى إلى وفاة أكثر من ستة ملايين شخص حول العالم. وكثيرًا ما جرى جدال بين فاوتشي والجمهوريين بشأن قرارات فرض الأقنعة والتطعيم.

سابقًا، هدد الجمهوريون في الكونغرس بأنهم سيفتحون تحقيقات شاملة حول تصرفات الدكتور أنطوني فاوتشي فيما لو استعادوا السيطرة على مجلس النواب أو مجلس الشيوخ خلال انتخابات التجديد النصفي، حسب ما أعلنه السيناتور الجمهوري راند بول.