NORTH PULSE NETWORK NPN

البيئة في مهب الجفاف..كيف تقود التحديات المائية في شمال وشرق سوريا إلى أزمة صحية وتنموية؟

نورث بالس 

مع انعقاد يوم البيئة العالمي، يصارع سكان شمال وشرق سوريا ظروف بيئية شاقة تؤثر على نوعية حياتهم والمحيط الطبيعي. تبرز كالتحديات الأكثر وطأة الجفاف الشديد وشُح المياه، فضلاً عن الاضطرار إلى اللجوء لمولدات الكهرباء وطُرق استخراج الطاقة الأولية التي تُعاني من قصور، مع الاعتماد على وقود لا يلبي أدنى معايير الجودة؛ وكل هذا يسهم في تعميق الأزمات البيئية والصحية.

 

الجفاف، المتداخل جزئيًا مع تداعيات التغيرات المناخية، يمثل قضية ملحة إذ يؤثر سلباً على مخزون المياه العذبة ويُقوض الأساس التنموي للزراعة. تُضاف إلى ذلك الانقطاعات المتكررة في توفير المياه، ما يضطر الأهالي للبحث عن بدائل غير مؤمنة صحيًا وغالباً ما تكون ملوثة.

 

يرتبط تأزم هذه الوضعية بشكل مباشر بممارسات القوات التركية التي تُدير نهر الفرات، ما يُثير قلقًا عميقًا بشأن سلامة البيئة وحياة السكان. ففي 27 يناير 2021، قلصت تركيا واردات المياه عبر النهر إلى أقل من الحد الأدنى المتفق عليه، مُخالفة بذلك اتفاقية حصة المياه المبرمة مع حكومة دمشق والتي تنص على ضمان وصول 500 متر مكعب في الثانية للأراضي السورية.

 

وقد انخفض منسوب المياه إلى مستوى يُهدد الأمن المائي في المنطقة، مُؤثرًا سلبًا على السدود الرئيسية وخصوصًا سدود تشرين والفرات والحرية، مُضاف إلى ذلك التهديد المباشر لأمن وحياة أكثر من خمسة ملايين إنسان، الذين يعتمدون اعتمادًا كليًا على مياه الفرات لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

 

في هذا اليوم المخصص للبيئة، تبرز الضرورة الملحة لتبني حلول مستدامة تضمن سلامة البيئة وتُحسن من جودة حياة السكان في شمال وشرق سوريا. ومن الضروري أيضًا التأكيد على إدانة الصمت الدولي إزاء السيطرة التركية على الموارد المائية والتأثيرات المترتبة على الوضع البيئي والإنساني في المنطقة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.