الأثر الإنساني والبيئي لتقليص حصة المياه في شمال وشرق سوريا
نورث بالس
في شمال شرق سوريا، يمثّل حرمان المدنيين من الوصول إلى المياه الكافية والآمنة واستخدام المياه كأداة في الصراع من جانب القوات التركية خطراً متزايداً يغذي الأزمة الإنسانية العميقة في المنطقة.
تسبب هذا العمل في تفاقم الآثار المدمرة على المجتمعات المحلية، وعلى النظام البيئي والتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى الهوية الثقافية في هذه المنطقة الحيوية.
الأزمة المائية المتفاقمة، ناجمة بشكل كبير عن الهجمات التركية المستمرة، تشكل السبب الرئيسي وراء انعدام الأمن الغذائي، وتقويض سبل العيش، بالإضافة إلى تحفيز هجرة السكان بحثاً عن مناطق آمنة للعيش.
وقد قلصت السلطات التركية بشكل متعمد حصة سوريا من مياه نهر الفرات، الشريان الحيوي لأكثر من خمسة ملايين شخص في سوريا، والذي يعد مصدراً أساسياً للمياه للشرب والاستخدامات الزراعية.
وقد تراجعت مستويات تدفق المياه بشكل حاد، لتصل أحياناً إلى 200 متر مكعب في الثانية، بعيداً عن الحد المتفق عليه والذي يبلغ 500 متر مكعب في الثانية.
لا تُعتبر هذه التجاوزات من جانب تركيا حديثة العهد بل هي تكتيكات تمتد لعقود، وقد تفاقمت عقب التدخل التركي في سوريا عام 2016 واحتلالها لمناطق شاسعة في الشمال السوري. محطة مياه علوك، التي تعرضت للتوقف المتكرر عن الخدمة، تبقى المصدر الوحيد لمياه الشرب لنحو 800 ألف نسمة في المناطق المجاورة، وتشمل مدينة الحسكة ومحيطها.
التأثير البيئي واضح وملموس. هناك انخفاض مقلق في مستويات نهر الفرات، مما ينذر بخطر الجفاف الذي يهدد النظم البيئية المحلية ويؤدي إلى تدهور جودة المياه. الضرر الذي لحق بالنظام البيئي للمياه والتنوع البيولوجي في شمال شرق سوريا كبير، والأثار السلبية تمتد لتشمل الحياة المجتمعية والبيئية التي تعتمد على النهر.
تشير هذه الأحداث إلى الحاجة الماسة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحماية موارد المياه، وضمان الوصول العادل والمستدام للمياه لجميع المجتمعات، مع الحفاظ على البيئة. يتطلب الوضع الراهن تدخلات إيجابية ومستدامة لضمان أمن المياه وتعزيز المرونة البيئية في وجه التحديات الراهنة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.