دخول الوفد الروسي إلى الباب يزعزع استقرار المرتزقة
نورث بالس
في حدث لافت للانتباه، تكشفت النيات الروسية تجاه المناطق السورية الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل المتحالفة معها ففي يوم 11 يونيو الجاري، شهدت مدينة الباب محاولة من قبل القوات التركية لإدخال وفد روسي عالي المستوى إلى المدينة، الأمر الذي ينبئ بتحولات جيوسياسية مثيرة.
هذه الخطوة، التي يبدو أنها تأتي في إطار سعي روسيا لإعادة صياغة قواعد اللعبة في المنطقة، تكشف عن تداعياتها معلومات استخباراتية وتسريبات من داخل صفوف المرتزقة. يُظهر هذا الإجراء أن عملية التفكيك المنهجي للمرتزقة والفصائل المسلحة المعروفة بولائها لتركيا بات أقرب من ذي قبل.
وفقًا لمصادر محلية، تقدم قيادات من فصائل ما تسمى “سلطان مراد” ومرتزقة “سلطان محمد الفاتح” وميليشيات”فيلق الشام”، بالإضافة لقادة من ما تسمى الإئتلاف والحكومة المؤقتة برئاسة “عبد الرحمن مصطفى”، إلى اتفاقات تفاهم مع الروس.
يُذكر أن اجتماعات تمت في مدينة غازي عينتاب ومعبر الكسب في اللاذقية، حيث أطلعهم ما يسمى”أحمد العودة”، الملقب بالعراب الروسي في التسويات في الجنوب السوري، على الخطط الموضوعة.
“أحمد العودة”، قائد مرتزقة ما تسمى”اللواء الثامن” المدعوم من روسيا والمنضوي تحت لواء حكومة دمشق، يعتبر من أبرز الشخصيات المساهمة في إدماج فصائل المرتزقة بعمليات التسوية مع النظام.
الاحتجاجات والغضب الذي اندلع في أوساط المرتزقة وذويهم إزاء دخول الوفد الروسي، قوبل بصمت مريب من قادة الصف الأول لهذه الميليشيات، ربما ينبئ بموافقتهم ضمنيًا على التفاهمات. في الوقت نفسه، شهدت المنطقة حملة اعتقالات نفذتها المجموعات المسلحة ضد المعارضين للوفد الروسي.
يُلمح دخول روسيا على خط المناطق المحتلة إلى احتمال دخول هذه المناطق في فترة انتقالية دامية، حيث يمكن أن تشهد المواجهات الدامية بين المرتزقة أنفسهم قبل أن يحسم حكومة دمشق وحلفاؤه الوضع، بالتنسيق مع السلطات التركية.
تجدر الإشارة إلى أن تدهور العلاقات بين الفصائل والقوى الراعية لها يكون عادة مقدمة لتغييرات هيكلية في النفوذ والسيطرة على الأرض ومن الواضح الآن أن المشهد في شمال سوريا ينذر بفصل جديد محوره الصراع الروسي التركي وأثره على المجموعات المسلحة هناك.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.