واقع مروع وتعذيب مستور ..انتهاكات لا توصف بحق المعتقلات في سوريا

نورث بالس 

في ظل الصراع المستمر في سوريا، تبرز قضية المعتقلات كجزء مأساوي من المشهد الإنساني، حيث تواجه المعتقلات ظروفًا قاهرة، سواء في مناطق سيطرة حكومة دمشق وفصائلها المسلحة.

حكومة دمشق مستمرة في إرساء دعائم حكمها، قد استعملت القضاء كأداة لتأكيد قبضتها من خلال محاكم ميدانية وعسكرية لا تعترف بالفصل بين السلطات، وهو ما يعد تجاهلاً لمبادئ الدستور السوري والمعايير الدولية.

تفيض سجون السلطة بالمعتقلات السوريات، التي طالبن بحريتهن أو شاركن في العمل التطوعي والإغاثي في مناطق المواجهات. قصص الاعتقال، غالباً ما تكون عشوائية وتعسفية، معرضة النساء لظروف قاسية إلى جانب تعرضهن للتعذيب بأشكاله المختلفة، وذلك دون اعتبار لحالتهن الصحية أو النفسية، حتى أن الحوامل لم يسلمن من هذا المصير.

سمر الحموي، إحدى الناجيات من جحيم الاعتقال، تشارك قصتها المروعة حيث اُعتقلت فقط لأنها شقيقة أحد المعارضين. بقيت سمر تحت وطأة الاعتقال لمدة 9 أشهر، تعرضت خلالها للتعذيب الجسدي الممنهج، مما تسبب في إصابتها بمرض مزمن.

وحيدة، ممرضة تروي معاناتها في سجون السلطة حيث تم اعتقالها بتهمة مساعدة “الإرهابيين” بعد قيامها بعملها الإنساني في تقديم الإسعافات الأولية لمصاب. تعرضت لأشد أنواع التعذيب التي تسببت لها في أمراض مزمنة. قصتها تُسلط الضوء على المعاناة الشديدة والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون.

في الجانب الآخر من الصراع، تواجه المعتقلات في مناطق سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا وهيئة تحرير الشام انتهاكات مشابهة. يُبلغ عن حالات اعتقال تعسفي، تعذيب، وأعمال عنف جنسي وحشي ضمن سجون سرية. مثالًا على ذلك، شهادات سجينات في مدينة عفرين تكشف عن مدى الانتهاكات الشديدة التي تواجهها النساء في مثل هذه السجون.

تقارير حقوقية مستقلة تؤكد احتجاز المئات من النساء والفتيات في مختلف أنحاء سوريا بظروف مؤلمة. بالرغم من تسليط الضوء على بعض هذه القضايا، إلا أن العديد من الانتهاكات لا تزال مجهولة بسبب تعقيد الصراع والتحديات في جمع الأدلة.

تشكل هذه الأوضاع دعوة للمجتمع الدولي لتكثيف جهوده في الضغط على جميع الأطراف المعنية لوقف انتهاكات حقوق الإنسان وتحقيق العدالة للضحايا. ومع ذلك، تبقى الطريق محفوفة بالتحديات في ظل استمرار الصراع وعدم الاستقرار السياسي في البلاد.