تقرير هيومن رايتس ووتش: هل هناك فعلاً مناطق آمنة داخل سوريا أم أنها أشد الأماكن خطراً؟

نورث بالس

صدر تقرير أمس الخميس عن منظمة هيومن رايتس ووتش يشكك في فكرة إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا لتوفير ملاذ آمن للاجئين السوريين.

وأشار التقرير إلى أن الدول التي اقترحت استضافة اللاجئين السوريين قد منعتهم من العودة إلى مناطقهم الأصلية وحاولت ترسيم تلك المناطق على أنها آمنة، لكن الحقيقة تكمن في أنها لم تكن آمنة تاريخياً وتظل معرضة للخطر.

أوضح التقرير أن تركيا قد حاولت إنشاء منطقة آمنة في سوريا، ولكنها تبين فيما بعد أن تلك المنطقة كانت واحدة من أخطر المناطق في سوريا. وبالرغم من ذلك، لم تتراجع بعض الدول الأوروبية عن فكرة إنشاء مناطق آمنة مماثلة.

وكشف التقرير أن جمهورية التشيك تعتزم إرسال بعثة للتحقيق بهدف إنشاء مناطق آمنة في سوريا تسمح لدول الاتحاد الأوروبي بترحيل اللاجئين السوريين إلى تلك المناطق الآمنة. وتركز تلك الدول على دمشق وطرطوس، وهما مناطق تخضع لسيطرة الحكومة السورية.

وأفاد التقرير أن قبرص قد بدأت بالفعل بإعادة قوارب اللاجئين السوريين إلى لبنان بدون انتظار نتائج البعثة للتحقيق. ومن الجدير بالذكر أن قبرص قد أوقفت تسليم الحق اللجوء للاجئين السوريين في البلاد ولم تأخذ بعين الاعتبار أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن الانتهاكات الحقوقية في البلاد.

وأكد التقرير أن حكومة بشار الأسد هي التي ترتكب الانتهاكات والاضطهاد في سوريا، وعلى الرغم من أنها لا تسيطر بشكل فعال على جميع مناطق البلاد، إلا أنه لا يوجد منطقة آمنة في سوريا سواءً كانت تحت سيطرة الحكومة أم لا.

وختم التقرير بالتأكيد على ضرورة أن يكون المسؤولون التشيكيون والقبرصيون والأوروبيون الآخرين الذين ينظرون إلى هذه الفكرة واضحين بأنه لا توجد منطقة آمنة في سوريا وأنهم ينفقون أموال المواطنين الأوروبيين في ذلك دون جدوى.