NORTH PULSE NETWORK NPN

تقارب أوربي مع حكومة دمشق ومصير مجهول لـ اللاجئين

نورث بالس

أشار تقرير لموقع “دويتشه فيله” الألماني إلى أنه بالنسبة لثماني دول أوروبية، يبدو أن الوقت قد حان لتغيير استراتيجيتها تجاه سوريا.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزراء خارجية إيطاليا والنمسا وكرواتيا وجمهورية التشيك وقبرص واليونان وسلوفينيا وسلوفاكيا، إنهم على استعداد لإعادة العلاقات مع بشار الأسد.

وعلى الرغم من أن ألمانيا لم تكن من بين الموقعين، إلا أن إحدى أعلى المحاكم الإدارية في البلاد قضت هذا الأسبوع بأنه “لم يعد هناك خطر عام على جميع المدنيين من الصراع الطويل الأمد في سوريا”، بحسب الموقع.

وأشار مراقبو حقوق الإنسان والمحللون ومبعوث الأمم المتحدة الأعلى إلى سوريا، إلى أن سوريا ليست آمنة للسكان ولا للاجئين العائدين.

ومع ذلك، فإن الاستعداد الأوروبي لإعادة التعامل مع حكومة دمشق يُعد الأحدث في سلسلة من التقاربات، ففي عام 2023، أعيد قبول سوريا في جامعة الدول العربية، وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرح رجب طيب أردوغان بأنه مستعد للقاء الأسد.

وقالت في هذا الصدد كيلي بيتيلو، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، للموقع: “إن تجديد العلاقات مع أوروبا من شأنه أن يعزز شرعية الأسد كحاكم وادّعائه بأن سوريا بلد آمن”.

وكما يشير الخبراء، فإن تطبيع العلاقات لا يعني فقط تحولاً سياسياً من جانب الدول الأخرى.

وقالت كيلي بيتيلو: “إن ذلك يتطلب أيضاً التزاماً دبلوماسياً من جانب الأسد؛ لأنه يخشى عودة ملايين اللاجئين الذين يعارضونه”، مضيفةً أنه نظراً للوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، سيكون من الصعب جداً أيضاً تلبية احتياجات هؤلاء الأشخاص.

ومع ذلك، فإن تطبيع العلاقات مع أوروبا وتخصيص مناطق آمنة للعائدين، من شأنه أن يعني في الأرجح أيضاً نهاية العقوبات الأوروبية البعيدة المدى على سوريا، والتي أدت إلى تفاقم الوضع الاقتصادي لسنوات.

بدوره، قال ننار حواش، كبير محللي شؤون سوريا في مجموعة الأزمات الدولية إن: “أي مبادرة لتحسين الوضع الاقتصادي للشعب السوري هي خطوة بعيداً عن الانهيار الاقتصادي والاجتماعي المستمر”.

إن فوائد تخفيف العقوبات أو إنهائها لن تكون محسوسة في البلاد بأكملها، حيث قالت كيلي بيتيلو: “إذا تم تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، فإن المساعدات سوف تمر عبر قنوات النظام فقط، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع في المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام”.

ويقول جوليان بارنز ديسي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن: “فكرة المناطق الآمنة دون ضمانات أمنية ذات معنى لا ينبغي أن تكون مقبولة”. وأضاف أن: “النظام لم يكن مستعداً لتقديم ذلك. نرى السوريين يعودون ويختفون وحتى يقتلون”.

وعلى الرغم من المخاطر في المناطق التي تسيطر عليها حكومة دمشق، يرى بارنز ديسي الحاجة إلى إعادة ضبط السياسة الأوروبية تجاه سوريا.

وأضاف أن: “السياسة الأوروبية في الوقت الحالي في حالة من النسيان دون أي إحساس بالتوجه الاستراتيجي أو القدرة على تحسين الوضع”. ومن وجهة نظره، لن يقدم الأسد تنازلات ذات معنى. وأضاف: “لذلك، يتعلق الأمر بالبحث عن حلول بديلة”.

وأوضح بارنز ديسي أن: “الأمر يتعلق بنشر الأوراق التي لدينا لإفساح المجال أمام تحسينات أمنية واقتصادية للسوريين على الأرض، بدلا من فرض تغيير سياسي جذري، وهو ما لن يحدث بوضوح”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.