السويداء – نورث بالس
تتبع روسيا منذ عامين عبر شركاتها الأمنية الخاصة خطة تجنيد الشبان السوريين واستخدامهم في تحقيق مصالحها ومد نفوذها في سوريا وخارجها، فيما باتت هذه الخطة تلقى سخطاً شعبياً من قبل أهالي محافظة السويداء الذين يتهمون روسيا بأنها تعتمد سياسة “التجويع” لتحويل شبانهم إلى “مرتزقة” لديها.
ويُحمّل أهالي محافظة السويداء ذات الغالبية “الدرزية” الحكومة الروسية وقوفها خلف سياسات إفقارهم وتجويعهم عبر أساليب ممنهجة يتم تطبيقها بيد “الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية” ويؤكدون أن الحرائق التي طالت مواسمهم على مدى موسمين متتالين من جهة ومحاولة شراء المحاصيل المتبقية التي سلمت من الحرائق عن طريق مؤسسات الحكومة السورية من جهة أخرى يقف خلفها روسيا التي تريد محاربة أهالي السويد في رغيف خبزها بعد رفضهم سابقا “محاولات تجنيد شبابهم لصالحها ولصالح الحكومة السورية وزجهم في معاركها في سوريا وخارجها”.
وخلال تواصل شبكة “نورث بالس” مع عدد من الأهالي والشبان من أهالي السويداء، أفادوا بأن روسيا تعمل على استقطاب وإغراء فئة الشباب الذي لم يبق لديه فرص للعمل وبمبلغ يصل إلى 1000 دولار أمريكي لمن يذهب خارج سوريا، و 300 دولار داخليا.
أحد الشبان من أهالي السويداء يدعى (ح ل) والذي تم تجنيده من قبل روسيا وأخذوه إلى ليبيا وبقي فيها فترة ثم عاد، كشف لشبكة “نورث بالس” كيفية تجنيدهم وإلى أين يرسلونهم.
حيث أكد في بداية حديثه أن هناك شبكة من المتعاونين مع روسيا والأجهزة الأمنية التابعة لحكومة دمشق تعمل داخل السويداء لتجنيد وإغراء الشباب، حيث تتم عملية التجنيد مستغلين سوء الوضع المعيشي، ولدى موافقة الشباب على التجنيد يبرمون معهم عقود ويرسلونهم إلى القاعدة الروسية في حميميم في اللاذقية، وهناك تعطيهم القوات الروسية نصف المبلغ المتفق عليه قبل صعودهم على متن الطائرات التي تنقلهم إلى مواقعهم في ليبيا.
وقال الشاب (ح ل) :” عند وصولنا قاموا بإجراء فرز لنا وكانت مهمتي مع الكثير من رفاقي حفر الخنادق وبناء التحصينات”.
أما الشاب (ع ط) فصرح للشبكة بأن مهمته كانت حماية مداخل المنشآت النفطية ونصب الحواجز على طريق المنشآت في مدينة سرت الليبية، وأكد أن معظم الشباب لا يمتلكون الخبرة العسكرية حيث يتم استهدافهم وقتلهم في ليبيا بشكل سهل من قبل المسلحين هناك، وذكر أن أحد رفاقه ويدعى (يامن صابر طرودي عزام) من محافظة السويداء قتل مع ستة من رفاقه السوريين اثر انفجار لغم أرضي بهم.
وأضاف: “أما داخليا فهي ترسل الشبان بعد إغرائهم بالمال إلي مناطق تسيطر عليها روسيا في محافظات الرقة وحماه والحسكة والقامشلي”.
وهذه التصرفات أثارت استياء الأهالي في السويداء حيث قوبلت بالرفض والغضب، معتبرين أن روسيا تتعمد الضغط على أهالي السويداء وتجويعهم لإجبار شبانهم سلك طريق “الارتزاق” لخدمة مصالح روسيا داخل وخارج سوريا.
إعداد: سيف الحلبي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.