NORTH PULSE NETWORK NPN

موسكو تعيد اتفاق أضنة بين أنقرة ودمشق من جديد .. هل من اتفاقيات جديدة في الأفق

وقعت دولة الاحتلال التركية مع سوريا اتفاق أمني سري في مدينة أضنة التركيّة في 20 أكتوبر 1998. أسمته “اتفاقية أضنة” والذي شكل نقطة تحول رئيسية في مسار علاقاتهما، فتحولت من ذروة التوتر إلى تقارب تدريجي ثم “تعاون إستراتيجي” أدى لتوقيعهما عشرات الاتفاقيات في مختلف المجالات.

ولعل أهم ما قامت به الحكومة السورية آنذاك أنها تنازلت عن لواء اسكندرون  لتركيا

لكن بعد اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 تذرعت أنقرة بإنشاء منطقة آمنة لها شمالي سوريا لتقوم عقب ذلك باحتلال

1000 قرية وبلدة في سورية بالإضافة لدعمها الفصائل الإرهابية والمرتزقة التي كانت تسلحها في المناطق المحتلة.

في الأونة الأخيرة يتم إعادة طرح اتفاق أضنة وإمكانية إجراء تعديلات عليه، خاصة في ظل حديث أنقرة عن إمكانية فتح حوار سياسي مع دمشق،لأن أنقرة تطمح في حال حصول ذلك إلى عدة مكاسب على رأسها تنفيذ عمليات عسكرية على عمق 30 كيلومتراً داخل الحدود السورية، وهو عمق كان الاتفاق قد حدده بـ 5 كيلومترات فقط.

التحركات الروسية الأخيرة تشير إلى قبولها إجراء هكذا تعديلات ضمن مفهوم تطوير اتفاق أضنة. وهذا الأمر طُرح من قبل بوتين على أردوغان في لقائهما في سوتشي في آب اغسطس 2022.

من جهتها ذكرت صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية أنه من المتوقع أن تكون روسيا قد أكملت إعداد جدول أعمال الاجتماع المرتقب بين دمشق وأنقرة وأن المباحثات ستتضمن مناقشة تعديل ما تسمى بـ”اتفاقية أضنة” كصيغة جديدة للتعاون بين انقرة ودمشق

ونقلت الصحيفة أن الأجندة تتضمن تحديد جدول زمني لانسحاب جيش الاحتلال التركي من الأراضي السورية

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه يجب التحضير لعقد اجتماع جديد بين موسكو ودمشق وطهران معربًا عن ثقته في انعقاده قريباً، وأكد على اهتمام روسيا بتطبيع العلاقات بين دمشق والاحتلال التركي.

هل يفُسّر اعادة ذكر اتفاقية أضنة بأنّه تخلٍّ رسمي من سوريا عن مطالبتها بلواء إسكندرون الذي تسميه تركيا “محافظة هاتاي”، ليصبح بموجب هذا البند جزءاً من الأراضي التركية. وفي هذا الصدد يقول مراقبون إن السلطات السورية توقفت -بعد توقيعها اتفاق أضنة- عن طباعة أو نشر خرائط رسمية يظهر فيها لواء إسكندرون ضمن حدودها. منذ عام 2004

بشارالأسد قال في آخر خطاب له في مجلس الشعب أكد على ضرورة انسحاب القوات التركية من سوريا وقال أن هذه القضية “يجب البناء عليها كمرجعية”.

وفي حين اعتبر وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن تصريحات الأسد “إيجابية للغاية” دون ان يتطرق إلى موضوع انسحاب القوات التركية من سوريا، وما إذا كانت أنقرة تقبل بهذه الفكرة أم لا.

فيما يتساءل مراقبون عن إمكانية موسكو من إتمام الأمر بين أنقرة ودمشق  وهل هي قادرة على الوصول لتفاهمات تركية-سورية بشأن الإرهاب وتفكيكه وتعريفه وعودة اللاجئين السوريين

فيما يضيف آخرون أن لمحادثات بشأن اتفاقية أضنة كانت مستمرة لفترة طويلة من الزمن، ولكن حتى الآن لم تكن هناك خطوة حقيقية نحوها,وأن .الظروف التي صاحبت إبرام الاتفاقية عام 98 تختلف جذريا عن الظروف الراهنة التي تعيشها سوريا في ظل احتلال تركيا لأراضيها ولدى  مقارنة الأوضاع التي كانت عليها العلاقة بين دمشق وأنقرة في تلك الفترة مع القائمة الآن، ترتسم صورة تشوبها الكثير من التعقيدات والتشعبات عند الكثيرين من المراقبين للشأن العام في الشرق الأوسط

الجدير بالذكر أن الحكومة السورية أبرمت خلال عهد حافظ الأسد ما تسمى بـ”اتفاقية أضنة” مع دولة الاحتلال التركي والتي تخلت بموجبها عن مسؤولياتها وسمحت باستهداف مكون أساسي من مكونات سوريا وهم الكرد اللذين قال عنه نجله بشار الأسد أنهم جزء من النسيج الوطني السوري فيما استغلت أنقرة الاتفاقية لمصالحها الخاصة

مسار المحادثات بين دمشق وأنقرة يراوح في مكانه على العلن، وبينما كان كل طرف يشهر شروطه و”متطلباته فهل ستفرز المرحلة المقبلة اتفاقيات جديدة ؟

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.