نورث بالس
يكاد لا يمر يوم على قاطني منطقة الشهباء من مهجري عفرين وأهالي قرى ناحية شيراوا إلا ويتعرضون فيه لقصف بالقذائف من قبل القوت التركية والفصائل الموالية لها، حيث أن القرى الحدودية الواقعة في ناحية شيراوا بمقاطعة عفرين تتعرض بشكلٍ شبه يومي للقصف، كما تستهدف القوات التركية المناطق القريبة من مخيمات مهجري عفرين في الشهباء.
فمنذ سيطرة الدولة التركية على مقاطعة عفرين، والتي أدت لتهجير سكانها قسراً، لا تزال قواتها تستهدف قرى ناحية شيراوا وشرا الأهلة بالمدنيين وهي كل من قرى (صوغانكة، بينة، أقيبة، زيارة، كشتعار، مارعناز، مالكية، شوراغة، علقمية، زرنعيتة)، بالإضافة لقصف قرى مقاطعة الشهباء التي اتخذها المهجرون ملاذاً لهم وبشكلٍ خاص قرى (منغ، أم حوش، عين دقنة، بيلونية، حربل، منطقة تل رفعت، شيخ عيسى سد الشهباء، تل جيجان، تل مضيق وقرية وردية).
كما يطال القصف التركي قرى مقاطعة الشهباء في الآونة الأخيرة كقرية (تل سوسين) الواقعة وسط المقاطعة والقريبة من مخيم العصر، وهذا ما يزيد الأمر خطورة وتنذر بوقوع كارثة ومجازر أخرى بحق أهالي عفرين المهجرين قسراً.
وبخصوص هذه الأوضاع والمخاطر المحدقة بهم رغم التهجير يقول المواطن صلاح كوسا وهو من سكان عفرين ويبلغ من العمر 40 عاماً لـ “نورث بالس” :”قبل شن الهجمات التركية على عفرين كنا نعيش برفاهية إلى جانب توفر العمل وجميع الأهالي كانوا يعيشون بأمان في موطنهم وفي ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية”.
وأضاف صلاح “بسبب الهجوم التركي على المنطقة بالطائرات والقذائف اضطر الأهالي إلى النزوح من المنطقة حرصاً على أرواحهم، فتهجروا من مدينة عفرين ومن 360 قرية تابعة لها تقريباً وتوزعوا في قرى الشهباء ومدينة حلب وغيرها من المناطق، وتشردوا وواجهوا الكثير من المصاعب، والأهالي الذين لم يستطيعوا الخروج من قراهم يعيشون في خوف ويتعرضون للانتهاكات بشكل مستمر بسبب عمليات الاختطاف التي كثرت ومصادرة أرزق وممتلكات الأهالي”.
ويؤكد صلاح أنهم وحتى بعد تهجيرهم من قراهم لم يسلموا من الممارسات التي ترتكبها الدولة التركية وفصائلها المسلحة بحقهم، فهم يتعرضون لضغط كبير عبر القصف التركي على قرى شيراوا، شرا والشهباء، وكذلك الحصار الذي فرضته حكومة دمشق على المهجرين لفرض الاستسلام عليهم على حد وصف صلاح.
وفي هذا السياق يقول المواطن حنيف سيدو وهو من أهالي ناحية شيه ونزح لناحية شيراوا: “إن هذه مؤامرة دولية ومخططة مسبقاً لتهجير سكان عفرين والسيطرة على المنطقة، فقد نزح سكان عفرين من بيوتهم وقراهم في فصل الشتاء وسط معاناة كبيرة فالكثير من العوائل كانوا دون مأكل ومأوى حين النزوح”.
ونوه المواطن حنيف سيدو خلال حديثه إلى “أن الدولة التركية تعلم أن بقاء مهجري عفرين في قرى الشهباء وشيراوا هي دليل على إصرارهم للعودة إلى عفرين وعدم التخلي عن أرضهم وموطنهم، كما إن استهداف تركيا لأهالي عفرين تتم بضوء أخضر من روسيا التي سابقاً فتحت الطريق لتركيا لشن الهجوم على عفرين وتهجير سكانها”.
ودعا حنيف الدول العالمية ومنظمات حقوق الإنسان والجهات المعنية إلى زيارة هذه المناطق والمخيمات للاطلاع على الأوضاع الحقيقية للأهالي الذين يعيشون حياة صعبة ومأساوية بتهجيرهم من مناطقهم وتعرض حياتهم للخطر بشكل يومي.
من جانبه تحدث المواطن محمد كنجو أحد مهجري عفرين وقال: “بسبب الهجمات من قبل الدولة التركية نزحنا منذ ثلاث سنوات من ديارنا ونقطن الآن في قرى شيراوا ونتعرض بشكل شبه يومي للقصف، لذلك نضطر للجوء إلى الكهوف والأقبية لحين توقف القصف ونواجه ضغط آخر متمثل بالحصار الذي تفرضه حكومة دمشق علينا سعياً منهم لتهجيرنا مرة أخرى وتشتيتنا”.
إعداد: عهد خليل
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.