“الشرق الأوسط” تكشف عن مسودة اتفاق سلام بين “الأسد وإسرائيل” بوساطة أمريكية عام 2011
نورث بالس
كشفت صحيفة “الشرق الأوسط”، عن “مسودة اتفاق سلام” بين الحكومة السورية وإسرائيل برعاية أمريكية، لافتة إلى أن الطرفين كانوا على حافة توقيع اتفاق سلام في نهاية فبراير (شباط) 2011، قبل اندلاع الاحتجاجات ضمن “الربيع العربي”
وقالت الصحيفة، إن الوسيط الأمريكي صاغ مسودة اتفاق ذهبت “أبعد بكثير من أي ورقة سابقة”، إذ تضمنت قطع الحكومة السورية لعلاقاتها العسكرية مع طهران وميليشيا “حزب الله” اللبناني، مقابل استعادته لهضبة الجولان المحتلة.
وتحدث عن وجود “مسودة الاتفاق” مسؤولون كانوا منخرطين في المفاوضات التي قادها المبعوث الأمريكي فريد هوف، بين رئيس السوري بشار الأسد، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وتضمنت المفاوضات عقد جلستين على الأقل مع وزير الخارجية السابق وليد المعلم والمستشار القانوني رياض داودي، بحضور السفير الأمريكي السابق لدى دمشق روبرت فورد.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ونائبه حينها جو بايدن، على علم بهذه المفاوضات السرية، مع انخراط كبير من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، التي أشارت إلى عدم توفر تعليق رسمي على مضمون هذه المفاوضات من جانب النظام.
وكتب هوف في “الشرق الأوسط”، يوم الأحد، مقالاً جاء فيه أنه في 28 من شباط (فبراير) 2011 “بلغت الدبلوماسية الأميركية نقطة حاسمة لتحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل”.
وأضاف هوف: “صرّح الرئيس الأسد بأنه يعتزم قطع العلاقات العسكرية مع إيران و(حزب الله) و(حماس) شرط أن تلتزم إسرائيل بإعادة كل الأراضي التي استحوذت عليها في يونيو 1967، وأقر نتنياهو بجدية الوساطة، ووجه الأوامر إلى فريقه بالمضي قدماً صوب المعاهدة، استناداً إلى مسودة أميركية”.
وتضمنت وثائق هوف، حسب تقارير إسرائيلية نشرت عام 2012، أن المفاوضات اعتمدت على استعداد نتنياهو للعودة إلى حدود 4 من حزيران، ما يعطي للحكومة السورية السيطرة الكاملة على الجولان، مقابل اتفاق سلام شامل، يتضمن توقعاً إسرائيلياً بقطع العلاقات بين الحكومة السورية وإيران.
وكان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، قال في كتابه “كل يوم هو يوم إضافي”، إن الأسد بعث إلى أوباما مقترحاً لإقامة سلام مع إسرائيل، وأن نتنياهو عندما اطلع على الاقتراح وجده “مثيراً للدهشة”.
وأوضح أنه “بعد اجتماعه مع الأسد، توجه في اليوم التالي إلى إسرائيل، وجلس مع نتنياهو حيث أطلعته على خطاب الأسد، فشعر نتنياهو بالدهشة من أن الأسد على استعداد لقطع كل هذا الشوط الطويل، والوصول إلى نقطة أبعد بكثير عما كان على استعداد لتقديمه من قبل”.
وذكر كيري أنه بعد ذلك حمل عرض الأسد إلى واشنطن، وحاولت إدارة أوباما اختبار مدى جدية الأسد، من خلال طلب اتخاذ إجراءات لبناء الثقة تجاه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، بينها وقف بعض شحنات الأسلحة لـ”حزب الله”، الأمر لذي لم يحصل.
وتابع فورد متسائلاً: “هل ستحصل الحكومة السورية على مساعدات مالية غربية؟، حتى لو وقع الأسد اتفاق سلام وفتح سفارة إسرائيلية في دمشق، من الصعب تدفق الأموال وإزالة العقوبات بعد كل الجرائم التي حصلت في سوريا”.
وتوقع أنه “من الممكن إزالة بعض العقوبات الأميركية ووصول مساعدات عربية أو أوروبية، لكن قانون (قيصر) لن يلغى ببساطة”، مؤكداً أنه “لن يكون هناك تعاطف في أمريكا مع الأسد، حتى لو تم توقيع اتفاق سلام، هناك حدود لما يمكن أن يقدم في مقابل أي اتفاق سلام”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.