تسببت الهجمات التركية المدمرة على المرافق الخدمية والبنى التحتية والأعيان المدنية في إقليم شمال وشرق سوريا بآثار سلبية بعيدة المدى على تنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية الهامة في المنطقة، خاصة في قطاع النقل والمواصلات والصناعات الغذائية وموارد الطاقة، الأمر الذي أثر بشكل كبير على معيشة المواطنين وعجلة التنمية في الإقليم.
وشنت القوات التركية عمليات قصف جوي على مواقع حيوية في مناطق متفرقة بشمال وشرق سوريا خلال الفترة ما بين 23 و27 تشرين الأول مخلفة خسائر مادية كبيرة في البنى التحتية والمنشآت الخدمية، والتسبب بوقوع عشرات الضحايا من المدنيين.
في مدينة عامودا على سبيل المثال، تسببت الهجمات التركية بانقطاع خدمات المياه والكهرباء عن أكثر من 70 ألف نسمة بعد استهداف محطة تحويل للكهرباء وخروجها عن الخدمة؛ م أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة ونحو 188 قرية وبلدة، وعن مشافيها ومضخات المياه لـ 24 بئراً ارتوازياً تغذي المدينة وأريافها بالمياه العذبة، بالإضافة إلى استهداف فرن آلي في المدينة مما تسبب بتضرر أجزاء كبيرة منه. الأمر الذي دفع بأصحاب الفعاليات الاقتصادية والمواطنين إلى الاعتماد على المولدات وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
أما في مدينة “چل آغا” قامت بلدية الشعب في المدينة بتزويد دائرة المياه فيها بمولدات كهربائية لتشغيل نحو 5 آبار لمياه الشرب، بعد انقطاع التيار الكهربائي عنها عقب عمليات القصف التركي للمنشآت الحيوية في المنطقة، وذلك بهدف توفير المياه للمواطنين. كما تم تجهيز مولدة متنقلة لتشغيل الآبار الأخرى.
ويجري التخطيط لتزويد الآبار بألواح للطاقة الشمسية لتستمر في الخدمة وفقاً لتصريح اعلامي للرئيس المشترك لبلدية الشعب في مدينة جل آغا “فيصل الحسين”.
وفي السياق أفاد مصدر في الإدارة الذاتية لشبكة نبض الشمال بأن المجالس التنفيذية في المقاطعات المتضررة من الهجمات التركية تعمل على الاستجابة للأزمة التي تسببت بها العمليات العدوانية التركية على الإقليم، وفقاً للموارد المتاحة، ويتم العمل على إشراك المجتمع في معالجة الأزمة من خلال مبدأ التشاركية عبر الكومينات والمجالس المحلية ومؤسسات المجتمع المدني للتخفيف من حدة تداعيات تضرر العشرات من المرافق الحيوية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.