ما أهداف تركيا من استهداف المنشآت الحيوية في الشمال السوري؟
يرى حقوقيون أن هدف تركيا من تدمير المنشآت الحيوية والبنى التحتية في الشمال السوري، وجعل هذه المناطق غير قابلة للعيش ودفع السكان إلى التهجير وطرد اللاجئين من تركيا إلى هذه المناطق على حساب السكان الأصليين.
فإن المنشآت الحيوية هي ذات الأهمية القصوى للمجتمع، في مجال الصحة، التعليم والرفاه خاصة، لتأثيرها على الأطفال والنساء رواد المستشفيات.
“هدف تركيا”
يقول بسام أحمد، وهو مدير منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في تصريحٍ خاص لشبكة نبض الشمال، إن “فهدف تركيا من تدمير المنشآت الحيوية والبنى التحتية المدنية في الشمال السوري هو جعل هذه المناطق غير قابلة للعيش وفي النهاية دفع السكان إلى التهجير”.
ويضيف أن “هدف تركيا الاستراتيجي هو طرد اللاجئين من تركيا إلى هذه المناطق وتغيير ديمغرافية المنطقة على حساب سكان المنطقة الأصليين من الكرد والعرب والأرمن والسريان والآشوريين وغيرهم”.
وعن سؤالِنا أنه هل هناك جهات تمت مخاطبتها من قبلكم حول الانتهاكات التركية للمنشآت الحيوية؟
قال أحمد “نحن كسوريون من أجل الحقيقة والعدالة جزء من المجتمع المدني السوري بشكل عام، والمجتمع المدني الحقوقي، فبالطبع عندما يتم تجهيز تقاريرنا يتم إرسالها إلى الجهات المعنية لكي تضغط على تركيا وتعمل على توقيف هذه الانتهاكات”.
“مسؤولية مشتركة”
بحسب أحمد، “كل الأطراف التي يتم انتهاكها والاعتداء عليها، فهي مسؤولية كل من المنظمات الدولية، ميديا، إعلام والإدارة الذاتية، وحتى المنظمات السورية في المناطق الأخرى يجب أن توقف ضد هذه الاعتداءات كون الاعتداءات ليست على الكرد فقط بل على جميع السوريين، سواء كان عرب، كرد وسريان، فجميعهم يتم قطع الكهرباء والمياه عنهم”.
وفي آخر تقريرٍ في سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، كان بعنوان “قتل الحياة”، وفق مدير سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
وأشار أحمد إلى أنه “نحن كمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة لدينا مؤتمر يعقد مع لجان حكومية ولجنة حقوقية نعمل معهم ويتم إرسال التقارير إلى منظمات، ولكن هذه مسؤولية جماعية كسوريين كمنظمات دولية تعمل في الشأن السوري”، بحسب قوله.
ودعا جميع الأطراف والمنظمات أن تعمل ضد هذه الانتهاكات كما تعمل ضد الانتهاكات في المناطق الأخرى مثل إدلب ودمشق وغيرهم.
ومنذ عدة أيام ، شنت تركيا 1031 هجوماً بالمسيرات والطائرات الحربية والقصف المدفعي، وفقد على إثرها 17 شخصاً حياته فيما أصيب 65 آخرون، وفق بيان للإدارة الذاتية نشرته على موقعها الرسمي.
“نزاعات مسلحة”
وفق القانون الدولي، قال باسل عبدي وهو محامٍ في منظمة دعاة المساءلة، لشبكة نبض الشمال، إن “الاستهدافات التركية للمنشآت الحيوية في شمال شرق وسوريا تثير عدة قضايا قانونية تتعلق بحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية في النزاعات المسلحة غير الدولية”.
وأوضح أن قواعد القانون الدولي الإنساني (IHL)، خاصة المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية، تنص بوضوح على ضرورة حماية المدنيين والمنشآت المدنية، ومنها المنشآت الحيوية، من الاستهداف.
واستطرد عبدي، فيما يتعلق بحماية المنشآت المدنية :
القانون الدولي الإنساني يحظر الهجمات المتعمدة على المنشآت الحيوية المدنية، مثل محطات الكهرباء والمياه والمستشفيات، التي تعتبر ضرورية لبقاء السكان المدنيين، ويشمل هذا أيضًا ضرورة اتخاذ كل التدابير الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمنشآت المدنية عند تنفيذ العمليات العسكرية.
وأضاف: فيما يتعلق بمبدأ التناسب : يتطلب القانون الدولي أن تكون أي هجمات عسكرية متناسبة، أي أن لا تؤدي الهجمات إلى أضرار جانبية مفرطة على المدنيين والمنشآت المدنية مقارنةً بالميزة العسكرية المتوقعة. الهجمات التركية على المنشآت المدنية تُعتبر انتهاكًا لمبدأ التناسب كون الأضرار المدنية فاقت المزايا العسكرية.
وفيما يتعلق بمبدأ التمييز: يوجب القانون الدولي على الأطراف المتحاربة التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، والمنشآت الحيوية التي لا تستخدم لأغراض عسكرية يجب حمايتها، واستهدافها يمكن أن يُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وهذا ما لم تلتزم بها تركيا عندما لم تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية ودليل ذلك عدد الضحايا المدنيين أكثر بكثير من الضحايا العسكريين ومعظم المنشآت المستهدفة هي منشآت خدمية و حيوية لسكان المنطقة .
وفي ختام تصريحه قال المحامي،
وفقًا للقانون الدولي، تتحمل الدول مسؤولية تجنب الهجمات التي تنتهك القانون الدولي الإنساني، وقد تواجه تركيا إجراءات دولية إذا ثبت استهدافها المتعمد للبنية التحتية المدنية.
وحذر أن أي استهداف غير مبرر للمنشآت المدنية يمكن أن يُعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، وقد يؤدي إلى مساءلة تركيا أمام المجتمع الدولي أو حتى محاكم دولية إذا ما تم توثيق الانتهاكات بشكل دقيق وحفظ الأدلة.
وتستهدف تركيا بين الحين والآخر بمسيرات وطائرات حربية، منشآت خدمية وحيوية في شمال شرقي سوريا، تسببت بخسائر بشرية وأضرار مادية كبيرة.
نور عبدالصمد.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.