بذلت القوات التركية الكثير من المحاولات لبناء هياكل سياسية كـ “الحكومة المؤقتة” و”الائتلاف المعـ.ـارض” ودمج الفصـ.ـائل في هيكـ.ـل عسكري واحد تحت مسمى “الجيش الوطني” لتكون بمثابة الوسيلة التي تشرعن بها وجودها في المنطقة، إلا أن هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح بسبب عدم قدرة المجاميع المسلحة المختلفة على التخلي عن العقلية الفصائلية والتي تحولت فيما يبدو إلى نوع من “العصبية الفصائلية” تجـ.ـلى ذلك في المعارك العنيفة التي اندلعت بين فصـ.ـيل “صقور الشمال” والفصائل التـ.ـركمانية في تشرين الأول الفائت.
وبحسب معظم التقارير الحقوقية والأخبارية الواردة من المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، هناك استمرار في ارتكاب انتـ.ـهاكات حقوق الإنسان والاقتتال بين الفصائل، حيث ترتفع معدلات الجريمة بفعل الجهات التي يفترض أن مهمتها “حفظ الأمن”.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية بوقوع عدة حوادث عنف خلال اليومين الماضيين اتهمت عناصر الفصائل بالوقوف ورائها، أسفرت عن وقوع قتلى وخسائر مادية. ففي ريف حلب الشمالي أقدم عنـ.ـاصر حـ.ـاجز لفصـ.ـيل “السـ.ـلطان مـ.ـراد” المـ.ـوالي لتـ.ـركيا في قرية “دلـ.ـحة” بريف #حلب، على قتل قـ.ـاضٍ في محـ.ـكمة بلـ.ـدة الراعـ.ـي يدعـ.ـى “محـ.ـمد زيـ.ـدان” وإصابة شقـ.ـيقه الذي كان برفـ.ـقته داخـ.ـل السيـ.ـارة، وذلك إثـ.ـر حـ.ـصول مشـ.ـادة كـ.ـلامية بين الطـ.ـرفين.
وفي منطقة إعزاز أقدم مسلحون مجهولون على اختطاف المدعو “عدنان شحيمة” (57 عاماً) ومن ثم رمي جثته قرب قرية “ندة” في منطقة اعزاز، رغم وجود حاجز لفصيل “الشرطة العسكرية” في محيط القرية. وفي حادثة أخرى، قتل عنصر من فصيل “السلطان مراد” يدعى “تمام اللوز” (ينحدر من حمص) في ظروف غامضة قرب قرية “قرتقلاق” بناحية شرّان في ريف عفرين.
وفي مدينة رأس العين (سَري كانييه) حاول مسلحون مجهولون اغتيال مسؤول في قسم مكافحة الإرهاب بالشرطة المدنية، في حي المحطة الشمالي بمدينة رأس العين بريف الحسكة، دون أن يسفر الاستهداف عن أي خسائر بشرية وهي محاولة الاغتيال الثانية خلال يومين التي تطال مسؤولين في رأس العين وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي وثّق نحو 40 حالة اعتقال وخطف تعسفي وأكثر من 80 انتهاك آخر على يد الفصائل الموالية لتركيا خلال شهر تشرين الأول الفائت.
وعلى صعيد آخر، لا تزال القوات التركية وفصائلها ترتكب انتهاكات تكاد تكون يومية بحق المدنيين وخاصة السكان الأصليين لمدينة عفرين وريفها والتي تحتلتها القوات التركية وفصائلها منذ عام 2018م.
تعد هذه الأحداث جزء من المشهد الأمني غير المنضبط في الشمال السوري، والذي يعرض السكان لخطر عمليات القتل والاختطاف والتعذيب والسرقة وسط الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المدنيون، وسط صمت مريب من قبل المنظمات الحقوقية والمؤسسات القانونية الدولية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.