في يوم الجمعة 29 تشرين الثاني 2024م، دخلت فصائل “عملية ردع العدوان” بقيادة “هيئة تحرير الشام” مدينة حلب وانتزاعها مع ريفها من قبضة النظام البعثي، وفرضت سيطرتها على معظم أحياء المدينة ما عدا حيي الشيخ مقصود والأشرفية اللذان في الأساس لم يكونا خاضعين لسيطرة النظام بل خاضعين لحصار من قبله، حيث كان الأهالي يتولون حمايتهم وإدارة شؤونهم عبر مجالسهم. ومع شن مرتزقة الاحتلال التركي هجماتهم على القرى والبلدات الكردية في ريف الشهباء، أبدت الهيئة موقفاً غير عدائي تجاه الكرد في حلب وريفها، واتفقوا مع قوات سوريا الديمقراطية على فتح ممر آمن لخروج نحو 120 ألف مدني كردي محاصر نحو المناطق الآمنة في مقاطعات شرقي الفرات، بالتزامن مع منح الأمان للكرد في الحيين.
يترقب القاطنين في الحيين بحذر التطورات الجارية على امتداد جغرافية البلاد، وحتى الآن نجحت النخب الاجتماعية والسياسية في تجنيب أهالي الحيين من الصراع الدائر في المنطقة، وفي هذا السياق أكد العديد من القاطنين في الحيين لـ “شبكة نبض الشمال” من خلال الاتصال الهاتفي معهم على أن الأهالي مايزالون يمارسون حياتهم الطبيعية كالمعتاد، وأعرب بعضهم عن ارتياحهم من رفع الحصار الذي كان مفروضاً عليهم، وبات بإمكانهم التجول بشكل أكبر في الأحياء الأخرى، إلا أنهم عبروا بنفس الوقت عن القلق تجاه نظرات العديد من عناصر الفصائل تجاهم، خاصة أن العديد من مرتزقة تركيا المتورطين في انتهاكات بحق الكرد، دخلوا مدينة حلب.
على الرغم من حالة الهدوء النسبي لا يخفي الكثير من الأهالي مخاوفهم إزاء محاولات مرتزقة القوات التركية احتلال الحيين، وأكدت إحدى القاطنات في الحي أن الجميع مستعد لمختلف السيناريوهات استناداً إلى تجاربهم السابقة في سياق الأزمة السورية.
وتعمل المجالس المحلية والكومينات في الحيين على إدارة شؤون الأهالي والتواصل مع القوة الجديدة في المدينة، حيث قام المجلس العام في الحيين بطمأنة الأهالي وحثهم على البقاء في منازلهم. ونجحت نسبياً في استتباب الأمن وحماية الأهالي من السرقات والاعتداءات وحل المشكلات المختلفة.
وبخصوص المواد التموينية والرعاية الطبية في الحيين أكد عدد من الناشطين الحقوقيين والاعلاميين على وجود عدد كبير من الأهالي النازحين من المناطق الأخرى، بالإضافة إلى المئات من المدنيين العاجزين عن تأمين معيشتهم بسبب الغلاء المعيشي وتداعيات المعارك التي شهدتها المنطقة والحصار الذي كان مفروضاً من قبل النظام البعثي، بالإضافة إلى وجود العديد من الحالات الصحية التي تتطلب رعاية طبية خاصة.
ويناشد العديد من الناشطين الحقوقيين والعاملين في القطاع الصحي وأعضاء المجالس المحلية، المنظمات الإنسانية الدولية بالتدخل لمساعدة الاهالي ومساندة المجالس المحلية لتأمين حياة الأهالي وتوفير سبل معيشتهم، بتقديم المساعدات اللازمة، من خلال شملها بـ “برنامج الاستجابة الإنسانية في شمال غرب سوريا” الذي يتم إدارته من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) والوكالات الأخرى التابعة للأمم المتحدة. بالإضافة إلى قيام المنظمات الحقوقية الدولية بإجراء زيارات للحيين والاستماع إلى مخاوف الأهالي وتوثيق الانتهاكات التي تعرض الكثيرون لها من قبل المرتزقة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.