إقليم شمال وشرق سوريا إحدى الدعائم الرئيسية لبناء سوريا الجديدة
الاحتياط المالي القليل في سوريا والعملة السورية منهارة تماماً، وعشرات الفصائل المنتشرة في معظم المناطق وبنية تحتية شبه مدمرة أو مترهلة، ومحاولات تنظيم داعـ.ـش استغلال الفراغ الأمني الحاصل في البادية لاستجماع قوته، وغيرها تعد من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية في دمشق، وعلى الرغم من الوعود الدولية التي قُدمت لإنعاش الاقتصاد السوري من خلال القروض والمنح المالية ورفع العقوبات المرتقبة، يرى الكثير من خبراء الاقتصاد أنه يتعين على الحكومة الجديدة في دمشق ترسيخ الاستقرار الداخلي واستثمار الثروات الوطنية للخروج من الأزمة الاقتصادية للبلاد، والاستعانة بقوة محلية لفرض حل الفصائل التي تمانع الانخراط في القوات المسلحة المستقبلية للبلاد.
وبحسب عدد من المختصين في الشأن الاقتصادي والسياسي، يعد إقليم شمال وشرق سوريا أفضل مُعين للحكومة الانتقالية في دمشق، حيث لا تزال المنطقة تعرف بأنها السلة الغذائية للبلاد، بالإضافة إلى العشرات من حقول النفط والغاز، كما وأصبحت مدينتي القامشلي والرقة من أهم المراكز المالية المالية في البلاد، إلى جانب القوة العسكرية الكبيرة نسبياً والمدعومة من التحالف الدولي لمحاربة الإرهـ.ـاب. واستناداً إلى هذه الموارد والإمكانيات المتوفرة يؤكد الخبراء على أن إقليم شمال وشرق سوريا يعد حجر الأساس في بناء سوريا الجديدة ولا يمكن إعادة إعمار البلاد بدون دعم من الإدارة الذاتية، وانضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى جيش سوريا الجديد من شأنه أن يزيد من قوته ويساهم في مساعدة السلطة الجديدة في دمشق على استبباب الأمن في البلاد ومواجهة تنظيم داعـ.ـش.
تتعدد الآراء بخصوص طريقة استجابة الحكومة الانتقالية في دمشق للحالة السياسية والإدارية والعسكرية الموجودة في شمال وشرق سوريا، إلا أن الرسائل الإيجابية التي وجهتها الحكومة لإقليم شمال وشرق سوريا تحمل بين طياتها بعض التفاؤل الحذر، وسيتعين على الطرفين بناء الثقة المتبادلة وتحييد الموقف المعادي التركي على العلاقة بين الطرفين، وهو شرط أساسي لانطلاق عجلة التنمية الوطنية وتحول سوريا إلى بلد مستقر، أما خيار الحرب والإرغام بالقوة سيعيد البلاد إلى المربع الأول وسيكون الجميع خاسرين.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.