أختفت مواقع انتشار تنظيم داعـ.ـش على عدد من الخـ.ـرائط الإلكترونية التي كانت تبين مناطق توزع ونفوذ القوى المسلحة السورية بما فيها التنظيم الذي كان يتركز بالدرجة الأولى في البادية السورية، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول المخطط الذي يعمل عليه التنظيم، وذلك في ظل محاولات التنظيم ركوب الموجة التي أسقطت النظام البعثي، تجلى ذلك في رفع خلاياه اعلام الاستقلال السورية ومحاولة تعقيد المشهد الأمني في ديرالزور وريفها ومهاجمة قوات قسد التي حررت ديرالزور وريفها من قبضة النظام البعثي، إلا أن رهانه على بقاء قسد في غربي الفرات واستغلال ذلك لتأجيج الكراهية القومية والدينية ضد قسد والكرد ومن ثم قيادة “الجموع الساخطة” قد باءت بالفشل بعد انسحاب قسد من الضفة الغربية لنهر الفرات.
وعلى صعيد متصل، شنت قوات مجلس الرقة العسكري التابعة لـ قسد يوم الخميس عملية أمنية لتمشيط بلدة معدان وزور شمر في ريف الرقة، بعد دخول مسلحين مجهولين إلى المنطقة والسبطرة عليها زعموا أنهم من قوات “ردع العدوان”، فيما تبين لاحقا أنهم خلايا من “التنظيم” حيث تمكنت من طردهم وسط ترحيب من الأهالي بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية أن قوّات مجلس الرقة العسكري أنتهت من “تمشيط قرى وبلدات السبخة، معدان وزور شمر في ريف الرقة الجنوبي بعد تعرضها لهجوم من قبل خلايا يُشتبه انتمائها لتنظيم داعش الإرهابي، حيث أعادت قوّاتنا الأمن والاستقرار للمنطقة وفرار تلك الخلايا باتجاه البادية”.
يُذكر أن القيادة المركزية الأمريكية كانت قد أعلنت قبل نحو يومين عن تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت معسكرات وعناصر معروفة لتنظيم داعش في سوريا، في 16 كانون الأول، مما أسفر عن مقتل 12 إرهابياً من عناصر داعـ.ـش.
ويرى مراقبون عودة التنظيم إلى استئناف عملياته ومهاجمة قوى الأمن الداخلي ونقاط قسد بالتزامن مع هجوم القوات التركية ومرتزقتها على منبج والتهديد باجتياح كوباني، والتحذير الدولي من عودة التنظيم ومن فرار عناصره من مراكز الاحتجاز ومخيم الهول في شمال شرق سوريا، يشير إلى سوريا الجديدة لا تزال مسرحاً لعمليات التنظيم، وحتى الآن لم تبرز قوة سورية أخرى غير قسد قادرة على مواجهة التنظيم وإلحاق الهزيمة به، وتعتبر هجمات الدولة التركية ومرتزقتها على قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية أكبر عائق أمام استمرار هزيمة تنظيم داعـ.ـش، ومصدراً لقلق الأقليات الدينية في سوريا..
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.