تركيا تحاول الاستفادة من فشل محاولتها السيطرة على مصر وتونس وليبيا في سوريا
أفاد موقع “نورديك مونيتور” الأسبوع الفائت، أن تركيا بدأت “سراً خطة لإنشاء حكومة ظل موازية في سوريا لتتولى السلطة”، وتمنح تركيا لعب “دوراً مركزياً”، حيث سيعمل المسؤولون الأتراك كمستشارين خلف الكواليس للسلطات السورية، ويساعدون في إدارة العمليات الحكومية دون أن يبدو أنهم يتدخلون بشكل مباشر، وأكد أن الخطة وضعت منذ عام 2016م .
وقال الرئيس التركي رجب أردوغان، الأربعاء، لحشد من أنصاره إن “تركيا لا يمكن حصرها داخل حدودها، ويجب عدم تقييد إمكانات البلاد”، وأضاف “إن الأحداث في سوريا تذكرنا بأن تركيا أكبر من تركيا نفسها” وفقاً لما نقلته عنه صحيفة “ديلي صباح”.
وفي السياق، يرى مراقبون أن تركيا تعمل على التوصل إلى اتفاق سريع مع الحكومة الانتقالية الحالية في دمشق لإضفاء الشرعية على وجود قواتها على الأراضي السورية. بالإضافة إلى عقد اتفاق شامل “للتدريب العسكري والتعاون الدفاعي”، حيث أشار وزير الدفاع التركي “يشار جولر” في لقاء صحفي إلى أن مثل هذه الاتفاقيات “قيد الإعداد بالفعل”،
ويؤكد مختصون في الشأن السوري لـ “شبكة نبض الشمال” على أن الدولة التركية تحاول الاستفادة من فشل تجاربها في تنصيب جماعة الإخوان المسلمين على هرم السلطة في تونس وليبيا ومصر، والعمل بحذر أكبر في الملف السوري، خاصة أن هناك ثلاثة قضايا تؤرق الدولة التركية في سوريا وهي القضية الكردية وعدم هيمنتها بعد على ثروات سوريا وإعادة إحياء مشروع نقل الغاز القطري عبر سوريا وتركيا إلى أوروبا والذي كان قد توقف بعد اندلاع الأزمة السورية. وبحسب المختصين تبقى مسألة إضعاف الكرد قدر الإمكان من الأمور الأولوية للحكومة التركية بالتوازي مع سعيها لبناء هيكل أمني وعسكري واقتصادي وسياسي في سوريا خاصع لنفوذها.
وزعمت تقارير إخبارية إلى أن الاتصالات بين قوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام توقفت فجأة بعد زيارة إبراهيم قالن (رئيس استخبارات تركيا)، إلى دمشق في 12 كانون الأول 2024. تزامن ذلك مع شنّ القوات التركية ومرتزقتها هجوماً دموياً عنيفاً على مقاطعة منبج وريفها، وحالياً تهدد باحتلال كوباني وتهجير الكرد منها. من ناحية أخرى أكد موقع “نورديك مونيتور” على أن أنقرة تعمل على وضع استراتيجيات عسكرية جديدة في سوريا في إطار سعيها إلى إرساء مرحلة جديدة من التعاون والنفوذ في المنطقة. وتسعى أنقرة إلى توقيع سلسلة من الاتفاقيات العسكرية مع سوريا على غرار اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي أبرمته في وقت سابق مع ليبيا، وهو ما يشير إلى إمكانية إقامة تعاون أوسع نطاقا في البحر الأبيض المتوسط.
ويرى مراقبون أن معظم تصريحات أردوغان تجاه المسألة السورية تعكس سعيه “لفرض وصايته على القرار السيادي لسوريا”، وذلك بعد أعلانه أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، سيزور سوريا قريبا لمساعدة الإدارة الجديدة هناك على بناء سوريا. وقال إن إعادة إعمار المدن أصبحت ضرورية لتضميد جراح سنوات الحرب والصراعات، مؤكداً أن أنقرة تتواصل بشكل مستمر مع الإدارة في سوريا، وأنها ستتعاون معها في العديد من المجالات، من الدفاع إلى التعليم والطاقة. وأعرب عن سعادته، إزاء تطوير دول عديدة في العالم الإسلامي والغربي لعلاقاتها مع السلطة الجديدة في دمشق، بحسب ما نقله موقع “الشرق” الإخباري، الأمر الذي يثير قلق الكثير من السوريين بدخول البلاد في أزمة أخرى قد تكون أكثر خطورة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.