NORTH PULSE NETWORK NPN

هل تنجح زيـ.ـارات الشيباني المتـ.ـعاقبة إلى الدول العربية في لجـ.ـم التدخـ.ـلات التركية في الشأن السوري

 

أعلن القائم بأعمال وزارة الخارجية في حكومة تسيير الأعمال بدمشق، أسعد الشيباني، في منشور على منصة “إكـ.ـس” بأنه سيزور هذا الأسبوع قطر والإمارات والأردن، وأوضح أن زيارته ستركز على “٫دعم الاستقرار والأمن والانتعاش الاقتصادي وبناء شراكات متميزة” وذلك بعد زيارة وصفها “بالمثمرة” إلى السعودية برفقة القائمين بأعمال وزارة الدفاع والاستخبـ.ـارات. وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين السورية عن تلقي الشيباني اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دعاه لزيارة الأردن على رأس وفد وزاري قطاعي وعسكري وأمني لبحث آليات التعاون في عدة مجالات تشمل الحدود والأمن والطاقة والنقل والمياه والتجارة وغيرها من القطاعات الحيوية.

 

ويعتبر مختصون في الشؤون العربية هذه الزيارات ومحاولات تحسين العلاقات مع كل من مصر ولبنان، بمثابة محاولات من السلطة الجديدة في دمشق لتبديد مخاوف الدول العربية تجاه نهجها السياسي الضبابي والذي يتأرجح بين ليبرالية إسلامية وتشدد ديني، بالإضافة إلى محاولة لبناء الثقة بعد خضوع العديد من الفصائل الإسلامية لاتفاقيات التسوية التي رعتها كل من تركيا وروسيا وإيران في استانا وسوتشي منذ عام 2017م والتي أضعفت الدور العربي في الملف السوري.

 

وعلى صعيد متصل، تقاطعت العديد من التحليلات السياسية ذات الصلة بالشأن السوري حول مدى الإحراج الذي تتعرض له حكومة تصريف الأعمال من قبل الحكومة التركية، ومحاولاتها إيجاد صراع بين “هيئة تحـ.ـرير الشـ.ـام” و”قوات سوريا الديمقراطية” وخلق فتنة قومية بين العرب والكرد أو صراع طائفي بين السنة والعلويين والدروز والمسيحيين، وذلك من خلال الجماعات ووسائل الاعلام الموالية لها، بالإضافة إلى مساعي تركيا الاستحواذ على القطاعات الحيوية في سوريا من طاقة ونقل وصناعة وإعادة إعمار البنية التحتية، والتأثير في تشكيل القوات العسكرية لسوريا الجديدة، إلا أن الزيارة الأخيرة لكل من القائم بأعمال وزير الدفاع والخارجية إلى الرياض تحمل الكثير من الدلالات فسرها المراقبون بأنها محاولة للاستعانة بالثقل العربي لإيجاد نوع من التوازن تجاه التدخلات التركية ومحاولاتها فرض الوصاية على الشأن الداخلي السوري، بالإضافة إلى محاولة احتواء التهديدات الإيرانية المبطنة في تصريحات مسؤوليها، من ناحية أخرى يبدو أنه لا يمكن التعويل على تركيا لتوسيع أفق الانفتاح مع الدول الغربية أو استقدام أموال وقروض لمعالجة الأزمة الاقتصادية السورية وإعادة الإعمار.

 

بشكل عام واستناداً إلى تجارب البلدان الناجحة لا يمكن بناء دولة متماسكة من خلال سلطة إقصائية أحادية الاتجاه السياسي، وبدون الدعم الداخلي على أساس الهوية الوطنية الجامعة لا يمكن بناء نظام سياسي متين مهما كان حجم الدعم الخارجي المقدم، والعبرة في تجربة النظام البعثي.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.