الألغـ.ـام ومخـ.ـلفات الحـ.ـرب تفـ.ـتك بالمدنيين في الداخل السوري وسط إهـ.ـمال رسمي
تشكل مخلفات الحرب من الألغام والعبـ.ـوات ذات الاستخدام العسكري والذخائر غير المتفجرة خطراً كبيراً على المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء الذين أصيب وقتل العشرات منهم جراء العبث بتلك المواد المنتشرة في معظم المناطق السورية التي شهدت معارك منذ عام 2012م وسط إهمال واضح من قبل الجهات الحكومية والفصـ.ـائل المسلحة التي من المفروض أن تعمل على معالجة هذه المشكلة في المناطق التي تنتشر فيها وتسيطر عليها وعدم توكيل الأمور إلى المنظمات والجهات الرسمية المختصة، وييدو أنها غير مهتمة بهذا الأمر بدليل مقتل وإصابة العشرات جراء انفجار هذه المواد بشكل ظاهر في مختلف المناطق.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ سقوط النظام البعثي مقتل 105 مدنياً، هم: 79 رجلاً و9 نساء و17 طفلاً، وإصابة 136 بينهم نساء وأطفال، جراء انفجار مخلفات الحرب من قنابل وأجسام مجهولة، تزامن ذلك بالعودة آلاف النازحين والمهجرين إلى مناطقهم، حيث سجلت مناطق الداخل السوري مقتل 85 شخصاً بينهم 11 طفلاً و7 نساء وإصابة 91 آخرين . و12 شخصاً بينهم 2 طفلان وأصيب 26 آخرين آخرين في الشمال السوري، و8 أشخاص بينهم طفل وسيدتان وأصيب 19 آخرين في شمال وشرق سوريا.
وفي السياق، أفادت مصادر محلية في مدينة الصنمين بريف درعا أصيب طفلان نتيجة العبث بذخائر عسـكرية (طـ.ـلقات دوشـ.ـكا) يوم الثلاثاء، وقُتل مدنيين في بادية السويداء نتيجة انفجار ألغام التي لا تزال تشهد انتشاراً واسعاً لمخلفات الحرب، كما وعثر الأهالي الثلاثاء على قذائف لمدافع هاون وصواريخ مرمية على قارعة الطريق بجانب ثكنات عسكرية في عدة مناطق من محافظة السويداء. وفي ديرالزور وريفها الخاضعة لسيطرة حكومة تصريف الأعمال في دمشق قُتل شخصاً في بادية قرية “دبلان” شرقي ديرالزور بانفجار لغم أرضي ليرتفع عدد القتلى إلى 28 شخصاً وإصـ.ـابة العشرات في ديرالزور وريفها منذ سـ.ـقوط النظـ.ـام البعثي، وبحسب صفحات مصادر محلية معظم الجرحى يعانون من إصـ.ـابات بليغة أدت بعضها إلى حالات بتـ.ـر وسط غياب ملحوظ لتحركات الجهات الرسمية والفصائل المحلية والمنظمات المعنية بإزالة تلك الألغـ.ـام.
وسجلت مناطق الإدارة الذاتية أقل عدد من الضحايا قد يعود سبب ذلك إلى اهتمام قوى الأمن الداخلي والمجالس العسكرية في المحافظات بتحييد هذه المخلفات منذ هزيمة تنظيم داعش عام 2019م حيث أن معظم المخلفات تركها التنظيم وراءه في المناطق التي كانت تخضع لسيطرته، ومن بعض الفعاليات التي قامت بها الإدارة الذاتية لممواجهة خطر مخلفات الحرب، القيام بحملة توعوية إرشادية يوم الاثنين الفائت في القرى السبعة التي تم تحريرها مؤخراً في مقاطعة دير الزور من النظام السابق، بهدف توعية السكان بمخاطر مخلفات الحرب والألغام وطرق التعامل الآمن معها، إلى جانب التأكيد على أهمية الإبلاغ الفوري عن أي أجسام مشبوهة. وشملت الحملة توزيع بروشورات توعوية تحتوي على إرشادات واضحة ومبسطة حول كيفية التعامل مع هذه المخلفات وتجنبها، بالإضافة إلى توضيح إجراءات الإبلاغ عبر الخط الساخن الذي خصصته القوات للتعامل مع مثل هذه الحالات. يُذكر أنه تم إطلاق العشرات من هذخ الحملات في الفترات السابقة بمختلف مناطق شمال وشرق سوريا، وتمكن خبراء المتفجرات لدى قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية وبالتعاون مع الأهالي، من تفكيك وإتلاف العشرات من مخلفات الحرب خلال السنوات الماضية، الأمر الذي كان له دور في انخفاض نسبة الوفيات والإصابات خلال الأعوام الماضية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.