NORTH PULSE NETWORK NPN

الـ.ـتطورات الميـ.ـدانية تضـ.ـعف توقعـ.ـات الإنسـ.ـحاب الأمـ.ـريكي من سـ.ـوريا

يتداول الكثير من السياسيين وعلى رأسهم المسؤولين الحكوميين في تركيا والمحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين في الآونة الأخيرة الكثير من الأحاديث حول الإنسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا بعد استلام ترامب السلطة رسمياً في واشنطن، واستناداً إلى ذلك يوجّهون تهديدات بإبادة الكرد في شمال وشرق سوريا وتقويض الإدارة الذاتية. وعلى صعيد متصل رجحت كبيرة الباحثين في معهد “نيولاينز” للأبحاث كارولين روز، في مقال بمجلة “المجلة” أن تتجه الولايات المتحدة نحو “انسحاب سريع وكامل” من سوريا والعراق، في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بسبب أصوات المستشارين المتزايدة التي تدعو إلى فك الارتباط الأميركي في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وليس في سوريا فحسب. إلا أن ما يجعل مصداقية قرار الانسحاب على المحك رفض ترمب، الإفصاح عن خطط إدارته حول مستقبل القوات الأمريكية في سوريا، ورداً على سؤال حول الجنود الأمريكيين في سوريا، قال ترمب خلال مؤتمر صحفي: “لن أخبرك بذلك؛ لأنه جزء من استراتيجية عسكرية”.

يرى خبراء في الشأن الإقليمي أن براغماتية ترامب تجعل عملية التخلي عن مصادر الطاقة (البترول والغاز) في سوريا من الأمور المستبعدة، وتدفعه لانتهاج مبدأ “الغموض البناء” في إدارة سياسته الخارجية والتي تعني عدم القدرة على توقع الخطوات الأمريكية في المنطقة، حتى أن بعض الباحثين اعتبر ما أشيع حول قرار الانسحاب عام 2019 لم يكن دقيقاً حيث يُرجح أن العملية كانت مجرد إعادة تموضع للقوات الأمريكية في المنطقة تحسباً لحرب شاملة مع إيران بعد خطط لإغتيـ.ـال عدد من القادة الإيرانيين. وفي الوقت الراهن تواجه إدارة ترامب مجموعة من التحديات في الشرق الأوسط منها عملية السلام والبرنامج النووي الإيراني وتصاعد قوة التنظميات الإسلامية المتطرفة في سوريا وخاصة تنظيم داعش، ومحاولات مجموعة بريكس بقيادة روسيا والصين تأسيس قطب اقتصادي ينافس الولايات المتحدة وحلفائها، وبلا شك الشرق الأوسط يحظى بإهتمام هذا القطب، والأهم من كل ذلك أمن دولة إسرائيل التي تخوض حرباً على عدة جبهات.

وفي السياق، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية في بيان صحفي الاثنين الفائت أنها قدمت الدعم لعملية نفذتها قوات سوريا الديمقراطية أسفرت عن إلقاء القبض على قائد خلية هجومية لتنظيم داعش وأكد الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية على ان “الهزيمة المستمرة لداعش هي جهد عالمي يعتمد على تحالفنا وحلفائنا وشركائنا. تظل القيادة المركزية الأمريكية ملتزمة بملاحقة هؤلاء الإرهابيين الذين يهددون المنطقة وحلفائنا ومواطنينا”، يأتي ذلك مع استمرار استقدام القوات الأمريكية أسلحة ومعدات عسكرية متطورة إلى قواعده في شمال وشرق سوريا، حيث أحصى المرصـد السوري منذ بداية العام 2025م، استقدام معدات لوجستية وعسكرية عبر 10 طائـرات شحـن أمريكية و160 شـاحنة وعربة مغلقة إلى قواعد التحالف الدولي في المنـطقة، قسم منها نُقِل إلى كوباني، بالتوازي مع تأكيد الخارجية الأميركية لوكالة “نورث برس” على التزامهم بمواصلة العمل لضمان الهزيمة الدائمة لداعش، وقالت أن الولايات المتحدة تدرك أن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديداً كبيراً للمنطقة، وهي ملتزمة بمواصلة العمل لضمان الهزيمة الدائمة له، في الوقت الذي نفذ قيه عنصر من داعش عملية دهس في نيو أورليانز في الولايات المتحدة أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

ويعتبر مراقبون كل هذه المعطيات مؤشرات قوية على عدم وجود نية أمريكية في الإنسحاب من المنطقة خاصة مع محاولات أقوى أربع لوبيات قي الولايات المتحدة (اليهودي والقبرصي والأرمني والسرياني) إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بضرورة منع تركيا وداعش من إبادة الكرد والمسيحيين في شمال وشرق سوريا وتقويض الإدارة الذاتية، لذلك في أحسن الأحوال قد تصبر الإدارة الأمريكية حتى صيف عام 2026م الموعد الذي قرره التحالف الدولي لمحاربة داعش لمغادرة العراق وسوريا…

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.