يوم حافـ.ـل بالانتـ.ـهاكات مع زيارة مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى سوريا
تصادفت زيارة فولكر تورك (مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان) يوم الأربعاء، بسلسلة من الانتهاكات لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي في العديد من المناطق على الجغرافيا السورية، رغم ذلك بدا تورك مهتماً بدرجة أكبر بانتهاكات النظام البعثي، توّجها بزيارة سجن صيدنايا سيء الصيت، دون التطرق للإنتهاكات شبه اليومية التي ترتكب في شمال ووسط وغرب سوريا، الأمر الذي أثار استغراب عشرات الناشطين في مجال حقوق الإنسان والتساؤل عن الدوافع الكامنة وراء زيارته.
وسجلت العديد من التقارير الحقوقية والإعلامية سلسلة من الإنتهاكات لحقوق الإنسان في شمال ووسط سوريا يوم الأربعاء الفائت:
• ففي شمال وشرق سوريا ارتكبت القوات التركية ومرتزقتها مجزرة بحق المدنيين المعتصمين على سد تشرين للمطـ.ـالبة بوقف الهجمات التركية ومرتزقتها حيث أسفر قـ.ـصف الطيران الحربي التركي لمنطـ.ـقة السد عن فقدان 3 مواطنين لحياتهم وإصابة 19 آخرين بجروح متفاوتة.
• وفي رأس العين (سَري كانيه) اقتحم مسلحون من فصيل “الحمـ.ـزات” المـ.ـدعوم من تركيا منزل سيدة ثمانينية في حي “أحمد كان”، وأقدموا على تعذيبها أثناء سرقة منزلها بعد مقاومتها لهم، مما أدى لفقدانها الوعي ودخولها في حالة صحية حرجة، تم نقلها على إثرها إلى المشافي التركية لتلقي العلاج، وسط حالة من الفوضى الأمنية تشهدها المنطقة حيث تنتشر عمليات السطو المسلح والانفلات الأمني والسرقات والاقتتال بين المسلحين وعمليات الاغتيال في المدينة عقب سقوط النظام السوري السابق، دون وجود أي محاسبة أو تدخل من قبل الجهات المعنية لإيقاف ما يجري في المدينة وريفها، بحسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
• وفي منطقة سلوك بريف تل أبيض (كري سبي) فقـدت سيدتان لحياتهما إحداهما حامل برصاص عناصر فصيل “الشرطة العسكرية” المدعوم من تركيا، الأربعاء، حيث أطلق عناصر الفصيل النار على السيارة التي كانت تسعف المرأة الحامل بعد أن تجاوزت حاجز للفصيل بسرعة، وتعود ملكية السيارة الى مواطن من قرية صكيرو، بحسب مصادر محلية، وسط حالة من الغضب بين أهالي المنطقة.
• وفي ريف الشهباء، أقدم عناصر من فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا على اختطاف 7 شبان كرد والاعتداء بالضرب على المسنيين في قرية “النيربية” الكردية بريف الباب شرقي حلب بالإضافة إلى سرقة موبايلات وأموال ومجوهرات ومقتنيات شخصية وغيرها، وذلك بعد مداهمة منازل القرية، ووثقت منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا اسماء المختطفين.
• وفي ريف عفرين، أكد مركز توثيق الإنتهاكات في تقرير له أن فصائل تتبع لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا شنّوا حملة اعتقالات واسعة في ريف عفرين، استهدفت عدة قرى في منطقة شيراوا. وشملت الحملة القرى التالية: قرية باشمرة (Başemrê)، قرية زوق الكبير (Gundêmezin)، كالوتة (Kilotê)، مياسة (Meyasê)، زنعريتة (Zeneeritê)، عقيبة (Aqîbê)، الزيارة (Zaretê)، حيث تم احتجاز أكثر من 50 شاباً من هذه القرى، وتم تحويلهم إلى الشرطة العسكرية. بينما أرسل بعض المعتقلين إلى سجن الراعي، في حين تم نقل آخرين إلى سجن معراتة العسكري. وأشار التقرير إلى إطلاق سراح عدد من المعتقلين مقابل دفع مبالغ مالية تراوحت بين 200 و1300 دولار، مما أثار اتهامات بوجود عمليات ابتزاز ممنهجة. وشملت الحملة أيضاً اعتقال 7 نساء وطفل يبلغ من العمر 5 سنوات، حيث تم الإفراج عنهم. ولا يزال العديد من المعتقلين في السجون، حيث تُمنع عائلاتهم من زيارتهم أو معرفة تفاصيل عن أوضاعهم.
• وقبل يومين، أقدم عناصر “فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) المدعوم من تركيا على قطع 250 شجرة الفاكهة (الاجاص) لأولاد معمو حمو من أهالي قرية كورزيله جومه/قرزيحل- ناحية شيراوا بريف عفرين، وبحسب مصادر تعد هذه الأشجار معمرة وعمرها تزيد عن 40 عاماً، حيث تم تهديد أصحابها بالكتمان عن نشر الخبر تحت طائلة تهديدهم بالأختـطاف وتعذيبهم .
• داهمت عناصر من إدارة العمليات العسكرية، حي “زور افا” ذو الغالبية الكردية بالعاصمة دمشق، صباح يوم الأربعاء 15 كانون الثاني، واقتحموا بيت الشعب، وارتكبوا انتهاكات مثل تكسير الأبواب والنوافذ واثاثات المنزل، وسط إطلاق نار بشكل عشوائي، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، كما داهموا 10 منازل في الحي، واعتقال العشرات بشكل تعسفي، واتهمهم الأهالي بمصادرة أجهزة الهواتف النقالة وسرقة الأموال والمصاغ، الأمر الذي نشر الذعر والخوف بين أهالي الحي، فيما لم ترد معلومات حول وجود اعتقالات. حدث ذلك في الوقت الذي كان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يعقد اجتماع مع زعيم الإدارة الجديدة في دمشق “أحمد الشـ.ـرع” (الجـ.ـولاني)
وفي السياق، قال المرصد السوري يوم أمس، أنه وثّق شن قوات عسكرية تابعة للأمن العام، حملات أمنية في محافظات حمص واللاذقية وريف دمشق، وسط معلومات عن مقاومة من قبل مسلحين، وارتكاب انتهاكات واعتداءات على المواطنين وتنفيذ إعدامات ميدانية بناء على “بلاغات أمنية” دون تقديم مذكرات قضائية.
وشدد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان من دمشق على أنه من الضروري محاكمة مرتكبي جميع الجرائم ضد حقوق الإنسان، وأضاف:”هذه أول زيارة لي إلى سوريا، وهي زيارة تاريخية ولحظة تاريخية أن أستمع لمواجع الجميع، وإن مكتب الأمم المتحدة في دمشق كان يعمل على رصد جميع انتهاكات حقوق الإنسان”. مطالباً بتحقيق “العدالة الانتقالية” في سوريا، معتبراً أن الأمر “بالغ الأهمية” بعد تسلّم إدارة جديدة السلطة في البلاد.
ويرى حقوقيون تهميش المنظمات الحقوقية الدولية للانتهاكات المستمرة التي تشهدها سوريا أمر يعزز من سياسية “الإفلات من العقاب” ويشجع على ارتكاب المزيد من الانتهاكات، رغم وجـ.ـود عشرات التقارير التي توثقها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.