NORTH PULSE NETWORK NPN

إدارة دمشق غير قادرة على استخدام القـ.ـوة العسـ.ـكرية لإخـ.ـضاع شمال وشرق سوريا

 

لم ينجح رهان الكثير من الجماعات المتطرفة على مرتزقة تركيا باختراق دفاعات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في منطقة سد تشرين، بل على العكس فقد تكبدوا خسائر هائلة تجاوزت الـ300 قتيل وتعرض العشرات من مدرعاتهم وعرباتهم العسكرية ومقراتهم للتدمـ.ـير رغم الدعم الناري والاستخبـ.ـاراتي الكبير المقدم من تركيا، وذلك بعد أن غيرت قسد قواعد الإشتباك بإدخال المسيرات ومضـ.ـادات المسيرات في المعركة، وسط تكهنات بامتلاك قسد وسائط عـ.ـسكرية أخرى لم تكشف عنها بعد، مستفيدة من تجربتها مع التحالف الدولي مدة 10 سنوات. وفي هذا السياق تحاول العديد من وسائل الاعلام التركية والخليجية تصوير إدارة دمشق الجديدة بقيادة “هيئة تحرير الشام” كقوة قادرة على السيطرة عسكرياً على إقليم شمال وشرق سوريا في حال لم تخضع الإدارة الذاتية وقسد لمطالبها.

 

وتتمتع قوات سوريا الديمقراطية بقوة عسكرية تناهز الـ100 ألف مقـ.ـاتل، من ضمنها نخبة من الوحدات القتالية دربتها قوات التحالف وقادة ذوي خبرة في العمليات الخاصة، بالإضافة إلى امتلاك ترسـ.ـانة من الأسلحة جعلت تركيا تعبر عن مخاوفها تجاهها، إلى جانب الدعم الكبير الذي تحظى به من قبل المجتمعات المحلية، والتي ظهرت بشكل جلي في اعتصامات المدنيين تحت القصف على سد تشرين للتعبير عن مساندتهم لـ قسد.

 

ويتفق معظم الخبراء في الشأن العسكري على أن إدارة دمشق تدرك جيداً أنها غير قادرة على فعل ما عجزت عنه تركيا ومرتزقتها والنظام البعثي وتنظيم داعش، فالسيطرة العسكرية على شمال وشرق سوريا أمر يستحيل تنفيذه خاصة بوجود قواعد قوات التحالف الدولي في المنطقة واستمرار بقاء “هيئة تحرير الشام” وقادتها على قوائم الإرهـ.ـاب العالمية، وما زاد من التأكيد على هذا الأمر انضمام عدد من قادة المـ.ـرتزقة (أبو عمشة وسيف بولاتي وأبو شقرا) المصنفين على لوائح العقوبات الأمريكية إلى صفوف القوات التابعة لإدارة دمشق. بالإضافة إلى استهداف التحالف زعماء جهـ.ـاديين في مناطق سيطرة إدارة دمشق في إدلب، كان آخرها استهداف سيارة كانت تقل القيادي العسكري “أبو دجانة التركستاني” على طريق سرمدا- إدلب بالقرب من بلدة “باتبو” بريف إدلب الشمالي.

 

ويرى الخبراء أن إدارة دمشق قلقة من اندلاع صراع مفتوح مع كل من تنظيمي القـ.ـاعدة وداعـ.ـش واللتان حذرتاها في بيانين منفصلين من مغبة تحويل سوريا إلى دولة مدنية ديمقراطية، وهو شرط أساسي لرفع العقوبات الغربية وتقديم الدعم لإعادة الإعمار.

 

وبحسب تقرير لموقع “ميدل إيست أي” البريطاني تجد تركيا نفسها مضطرة لتقبل قسد والإدارة الذاتية كأمر واقع في الشأن السوري. وفي المحصلة تجد إدارة دمشق نفسها أيضاً مضطرة لتقديم تنازلات للوصول إلى صيغة توافقية مع إدارة شمال وشرق سوريا، وسط توقعات باستمرار الوضع الحالي السوري لسنوات أخرى.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.