بتسهيل من الإدارة الذاتية.. مغادرة طوعية لمئات العائلات من مخيمات شمال وشرق سوريا
لطالما شكلت عشرات المخيمات التي تأوي آلاف النازحين واللاجئين السوريين والعراقيين والأجانب، تحدياً أمنياً كبيراً للإدارة الذاتية وللمجتمع الدولي، وتسببت الضغوطات الأمنية الكبيرة التي تمارسها تركيا ومرتزقتها على إقليم شمال وشرق سوريا ووقف المساعدات بتفاقم أزمتها. وتعمل الإدارة الذاتية منذ سنوات على تخفيف الضغط داخل المخيمات، حيث نسقت منذ سنتين مع المجتمع الأهلي في ديرالزور والرقة والطبقة والحسكة على خروج العشرات من العائلات التي كانت تنتمي إلى الوسط الاجتماعي لتنظيم داعـ.ـش وذلك بالعـ.ـودة الطوعية إلى مناطقها بكفالات عشائرية وبرغبة منهم. وبهدف إعادة تأهيلهم ومساندتهم لتأمين معيشتهم افتتحت الإدارة الذاتية وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مراكز للرعاية الاجتماعية في الطبقة والرقة وديرالزور لاستقبال العائدين وتمكينهم للاندماج في المجتمع. ومنذ مطلع العام، سهّلت الإدارة الذاتية مغادرة النازحين السوريين واللاجئين العراقيين إلى مناطقهم، وخاصة من مخيم الهول.
وفي سياق سماح الإدارة الذاتية بالعودة الطوعية للسوريين القاطنين في المخيمات، أخرجت إدارة مخيم العريشة، الثلاثاء، 58 عائلة مكونة من 305 شخصاً من أهالي دير الزور، وتعد هذه الدفعة الأولى خلال عام 2025، حيث يتواجد في مخيم العريشة الواقع جنوبي الحسكة، 2700 أسرة سورية من دير الزور وحمص وتدمر وحماة. وفي الأيام المقبلة سيتم إخراج المزيد من السوريين الراغبين بالعودة إلى مناطقهم. ويوم الأحد، أخرجت إدارة مخيم الهول، 155 عائلة عراقية مكونة من 569 شخصاً، وسلَّمتهم للحكومة العراقية. وتعد هذه الدفعة هي الثالثة خلال العام 2025، إذ أخرجت إدارة المخيم دفعتين سابقاً، وذلك بالتنسيق مع الحكومة العراقية. وفي 25 كانون الثاني الماضي، أعلنت إدارة مخيم الهول فتح باب العودة الطوعية للسوريين القاطنين فيه أيضاً. يُذكر أن 148 عائلة تضم 579 شخصاً من الجنسية العراقية خرجت من مخيم الهول إلى بلادهم، في كانون الثاني الفائت. وفي لقاء مع قناة “الحدث” قالت إيفان فائق جابرو (وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية) إن إعادة عائلات داعش من مخيم الهول طوعية وليست إجبارية وفيما يخص المتهمين منهم يتم التفاوض بشأنهم لمحاكمتهم في العراق. وأشارت إلى عودة أكثر من 11 ألف فرد من مخيم الهول، وزعمت أن 9 آلاف منهم اندمجوا وعاشوا حياتهم بشكل طبيعي وعدد المتبقين في المخيم يبلغ 17 ألف فرد.
وفي أول دفعة منذ عام 2018، غادرت 45 عائلة عراقية بأجمالي 184 شخص، مخيم روج، الثلاثاء، بالتنسيق بين إدارة المخيم والحكومة العراقية لنقلهم الى مخيم الجدعة في مدينة الموصل العراقية. ليصبح عدد اللاجئين العراقيين المتبقين داخل مخيم روج 28 عائلة، الى جانب 13 عائلة سورية وعدد كبير من الأجانب، وسط توقعات بتسيير رحلات أخرى بحسب وكالة “نـ.ـورس برس”. وقال برلماني عراقي الثلاثاء لوسائل اعلام عراقية أن الحكومة العراقية تخطط لنقل 155 عائلة “داعشية” جديدة و9000 فرد من مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة في محافظة نينوى ضمن برنامج وزارة الهجرة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول في “مكتب شؤون النازحين واللاجئين” التابع للإدارة الذاتية “تعمل الإدارة الذاتية لإفراغ المخيمات عام 2025، بالتنسيق مع الأمم المتحدة” لافتاً إلى اجتماع يُعقد بهذا الصدد “في الأيام القليلة المقبلة”.
وتثير قضية عودة اللاجئين والنازحين من مخيمات شمال وشرق سوريا الكثير من الجدل خاصة أن نسبة كبيرة منهم كانوا يعدون ضمن الوسط الاجتماعي لتنظيم داعش وسط مخاوف من استغلال التنظيم لأوضاعهم خاصة في العراق حيث المشهد الأمني أكثر تعقيداً، أما في سوريا فتلعب الكفالات العشائرية وتطورات الأزمة السورية دوراً في عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، وتبقى قضية عودة مهجري عفرين والشهباء ومهجري رأس العين وتل أبيض، معلقة إلى إشعار آخر بسبب استمرار احتلال القوات التركية ومرتزقتها لمناطقهم والانتهاكات شبه اليومية التي يتعرض لها من تبقى من المجتمع الأهلي في تلك المناطق…
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.