NORTH PULSE NETWORK NPN

الذكاء الاصطناعي سيتـ.ـسبب بتحـ.ـولات اجتماعية كبيرة خلال السنوات العشر القادمة

 

صرّح بيل غيتس (المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت) في لقاء مع قناة NBC بأن العالم سيشهد خلال السنوات العشرة المقبلة ما أسماه بعصر “الذكاء الحر”، في إشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي سيصبح قادراً على أداء معظم المهام التي يقوم بها البشر، وأوضح أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الأطباء والمعلمين خلال العقد القادم، مما يعني بحسب اعتقاده توفير استشارات طبية عالية الجودة ودروساً تعليمية بنحو مجاني وعلى نطاق واسع، وأضاف غيتس: “مع الذكاء الاصطناعي، ستصبح الاستشارات الطبية والتعليم العالي الجودة متاحين مجاناً وعلى نطاق واسع خلال العقد القادم” مما يعني تضاؤل الحاجة إلى أطباء ومدرسين.

 

وذكر غيتس إن هناك ثلاث قطاعات للعمل لن يكون الذكاء الاصطناعي قادراً على الهيمنة عليها في المستقبل، وهي:

• الطاقة، نظراً لصعوبة أتمتته بالكامل.

• علم الأحياء الذي يتطلب فهماً عميقاً للتفاعلات البيولوجية.

• البرمجة؛ لأن البشر وحدهم القادرين على إدارة عملية البرمجة لاكتشاف الأخطاء وإصلاحها.

 

على صعيد متصل، تعمل شركة (أدسيليكو) AdSilico، الناشئة المتخصصة في تطوير تقنية (التوأم الرقمي) المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتطبيقات الرعاية الصحية، إلى إحداث ثورة في تطوير الأجهزة الطبية واختبار الأدوية من خلال إنشاء نماذج افتراضية دقيقة لأعضاء جسم الإنسان. حيث طورت الشركة نموذجاً رقمياً متطوراً للقلب أو ما يُعرف باسم (التوأم الرقمي)، ليحاكي في حركته ووظائفه العضو البشري الحي، ويستخدم هذا التوأم الرقمي في اختبار أجهزة القلب والأوعية الدموية القابلة للزرع، حيث تمكنت الشركة، باستخدام قوة الذكاء الاصطناعي وتحليل كميات ضخمة من البيانات، من توليد مجموعة متنوعة من القلوب الرقمية، كل منها يحمل خصائص فريدة وتحاكي السمات البيولوجية المختلفة، مثل: الوزن والعمر والجنس وضغط الدم، بالإضافة إلى الحالات الصحية والخلفيات العرقية المتنوعة. ووفقاً لخبراء في هذا المجال تعتبر تقنية (التوأم الرقمي) كحل واعد لتقليل الوفيات والإصابات الناجمة عن هذه الأجهزة، وذلك بعد أن أظهر تحقيق أجراه الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين في عام 2018، أن الأجهزة الطبية تسببت في وفاة ما وصل 83,000 شخص وإصابة أكثر من 1.7 مليون آخرين.

 

وبخصوص تطور التعلم الذاتي لدى الآلات، أعلنت شركة IntuiCell، المتخصصة فيما يسمى بـ “التكنولوجيا العميقة” الاسبوع الماضي عن ابتكاراً علمياً غير مسبوق في الذكاء الاصطناعي، تمثل بتطوير أول “جهاز عصبي رقمي” قادر على التعلم الذاتي والتكيف مع بيئته، من خلال محاكاة المبادئ الأساسية لكيفية حدوث التعلم في الأجهزة العصبية البيولوجية. حيث تسمح تقنية IntuiCell المبتكرة للآلات باكتساب المعرفة من خلال التفاعل المباشر مع العالم الحقيقي. وذكرت الشركة في إعلانها قائلة: “لقد تمكنا للمرة الأولى من تحويل آلية التعلم البيولوجي إلى برمجيات”. وأشارت إلى أن هذا الإنجاز يتجاوز نماذج التعلم الآلي الثابتة من خلال إنشاء “جهاز عصبي رقمي” قادر على التطور الطبيعي ليصل مستقبلاً إلى مستوى الذكاء البشري.

 

وتفتح التطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي الباب أمام تساؤلات كبيرة حول مستقبل الأمن الاجتماعي والاقتصادي لدى البشر، ومدى قدرة الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل سوق العمل والتأثير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية من خلال فقدان الوظائف وبروز وظائف جديدة، بالإضافة إلى ما ستسـببه من تحـولات جذرية في أساليب الرعاية الصحية و #التعليم خلال السنوات المقبلة، وبشكل لم تعتاده البشرية من قبل.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.