سوريا من محور المقاومة الإيراني إلى محور المقاومة التركي

شنت القوات الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين أكثر من 50 غارة جوية على قواعد ومطارات وبنية تحتية عسكرية في وسط سوريا، أسفرت عن دمار كبير ومقتل وإصابة العشرات من قوات سلطة دمشق، وتعزيز القوات الإسرائيلية لتواجدها في منطقة حوران. يأتي بعد وصول قوات تركية إلى سوريا والتفاوض مع سلطة دمشق لإقامة قواعد ومطارات وبنية تحتية عسكرية تركية في بادية حمص.

وأشار تحليل نشره موقع “المجلس الاطلسي” إلى أن لأنقرة “رؤيتين متناقضتين لسوريا الجديدة”. إحداهما تتصور دولة مستقرة ومستقلة (وإن كانت ضعيفة عسكرياً)، والأخرى “سوريا تعمل كدولة محمية تركية”. وأكدت أن رؤية سوريا كقاعدة أمامية لتركيا يحمل معه خطراً متزايداً يتمثل في تنامي المخاوف الإقليمية وعدم الاستقرار بين الدول

ولاقت الغارات الإسرائـ.ـيلية إدانة دولية واسعة، وكان رد الخارجية التركية أقرب إلى العتاب منه إلى الإدانة وفقاً لمراقبين، وأكد بيان الخارجية التركية على أن “التصريحات الاستفزازية للوزراء الإسـ.ـرائيليين ضد تركيا تعكس الحالة النفسية التي يعيشونها” وتساءلت عن سبب انزعاج إسرائيل من التطورات في سوريا؟ وأضافت: “رغم غياب أي استفزاز أو هجوم من سوريا، الهجمات المتزامنة على سوريا لا تفسير لها سوى أنها نهج إسرائيلي يتغذى على الصراع” وطالبت إسـ.ـرائيل بالتخلي عن سياستها التوسعية في سوريا.

وتعليقاً على غاراته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الخميس، إن إسرائيل قلقة من “الدور السلبي” لتركيا في سوريا ولبنان ومناطق أخرى. وأضاف خلال مؤتمر صحفي في باريس: “يبذلون قصارى جهدهم لجعل سوريا محمية تركية. من الواضح أن هذه هي نيتهم”، وأضاف “لا نعتقد أن الوضع كان جيداً عندما كانت سوريا وكيلاً لإيران…. ولا نعتقد أن سوريا يجب أن تكون محمية تركية”. من جانبه، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان الخميس، سوريا من أنها سوف تدفع “ثمناً باهظاً”، في حال سمحت لقوات “معادية” لإسرائيل بدخولها أراضيها. يأتي ذلك بعد أن صرح مصدر أمني إسرائيلي لوسائل الإعلام يوم الاثنين بأن أي قاعدة جوية تركية في سوريا ستقوض حرية إسرائيل في العمل. وأضاف: “هذا تهديد محتمل نعارضه”. كما وصرح مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة جيروزالم بوست: “استهدفنا مؤخرا قاعدة تي فور العسكرية لإرسال رسالة مفادها: لن نسمح بأي تهديد لحريتنا العملياتية في الجو”.

وقال موقع “ميدل إيست آي” أن تركيا تتحرك للسيطرة على قاعدة “تي فور” الجوية الاستراتيجية ونشر مضادات جوية فيها في سوريا لمواجهة الهجمات الجوية الإسرائيلية في سوريا، وذلك استناداً إلى عمـ.ـلية تفاوض بين أنقرة ودمشق على اتفاقية دفاعية، تضمن لسلطة دمشق حماية عسكرية في كافة المجالات وخاصة الهجمات الاسرائـ.ـيلية.

وتنـ.ـظر إسـ.رائيل إلى الوجود العسكري التركي في سوريا على أنه تهديداً محتملاً، ويرى مراقبون أن أنقرة تسعى إلى السيطرة على البلاد من خلال الاستفادة من قدراتها العسكرية وملء الفراغ في السلطة الناجم عن انسحاب روسيا وإيران، واعتبر المراقبون تصاعد التصريحات التركية المناهضة لسياسة إسرائيل، ومحاولاته إقامة قواعد عسكرية في مناطق متفرقة، إلى وجود مخطط لتشكيل “محور مقاومة تركي” على غرار ما يسمى “محور المقاومة الإيراني”، وتنفيذ هجمات مجهولة المصدر على الشمال الإسرائيـ.ـلي…