تصـ.ـاعد التـ.ـوتر بين إسـ.ـرائـ.ـيل وتركيا في سوريا بعد استهـ.ـداف قـ.ـواعد جوية بأنقرة
تشهد الساحة السورية تصعيداً إقليمياً خطيراً بعد تنفيذ إسرائيل ضربات جوية استهدفت ثلاث قواعد عسكرية، كانت تركيا تدرس استخدامها لتوسيع نفوذها العسكري في البلاد. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن القواعد المستهدفة كانت ضمن خطة تركية لنشر قوات في إطار اتفاق دفاعي محتمل مع الحكومة السورية، إلا أن الهجمات الإسرائيلية المفاجئة جاءت كرسالة تحذير واضحة ضد هذا التوجه.
هذا التصعيد يسلط الضوء مجدداً على تحول سوريا إلى ساحة صراع بالوكالة، حيث تسعى إسرائيل إلى إحباط أي تحالفات قد تشكل تهديداً لأمنها، بينما تتحرك أنقرة لتثبيت وجودها العسكري تحت ذرائع “مكافحة الإرهاب” و”تحقيق الاستقرار”.
وبحسب مصادر استخباراتية، فإن فرقاً تركية قامت مؤخراً بجولات تقييم لبنية قواعد “تي4” وتدمر وحماة الجوية، في مؤشر على نية أنقرة تحويلها إلى نقاط انطلاق لعمليات عسكرية محتملة. إلا أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة دمّرت مرافق حيوية في قاعدة “تي4″، ما جعلها غير صالحة للاستخدام العسكري، حسب مصدر عسكري سوري.
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وصف الضربات بأنها “تحذير مباشر” لأي تهديد محتمل لأمن إسرائيل، بينما اتهم مسؤولون إسرائيليون تركيا بالسعي لإقامة “محمية عسكرية” في سوريا، محذرين من نشر أنظمة دفاع جوي متطورة مثل “إس-400” قد تعرقل حرية حركة الطيران الإسرائيلي في المنطقة.
في المقابل، نفت كل من دمشق ووزارة الدفاع التركية صحة تقارير الزيارات العسكرية، ووصفتها بأنها “معلومات غير دقيقة”. ومع ذلك، بدت المواقف الرسمية التركية متناقضة، إذ وصفت الخارجية التركية إسرائيل بـ”التهديد الأكبر للأمن الإقليمي”، في حين أكد وزير الخارجية هاكان فيدان عدم رغبة بلاده في مواجهة مباشرة مع تل أبيب.
كما حاولت أنقرة طمأنة واشنطن بشأن نواياها في سوريا، مشددة على أن وجودها هناك يهدف إلى دعم الاستقرار وتجنب التصعيد مع الحلفاء الغربيين. رغم ذلك، يرى محللون أن تركيا قد تواجه تداعيات باهظة في حال تفاقم الأزمة، خاصة مع تصاعد الضغوط الأمنية وأزمة اللاجئين على حدودها.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يعكس مساراً تصادمياً محتملاً بين أنقرة وتل أبيب، مع إمكانية توسع النزاع في حال غياب تدخل دبلوماسي فعال، في حين قد تلعب الوساطة الأمريكية دوراً محورياً في احتواء الأزمة، نظراً لعلاقاتها الوثيقة مع الطرفين.
على الجانب الآخر، تواصل إسرائيل ضرباتها في جنوب سوريا مستهدفة ما تبقى من ترسانة النظام السابقة، مع مراقبة دقيقة لأي تحركات تركية جديدة في المنطقة.
ويبقى السؤال مفتوحاً: هل كانت الضربات الإسرائيلية مجرد خطوة تكتيكية، أم أنها تمهد لصدام أوسع بين القوى الإقليمية على الأرض السورية؟
في ظل تشابك المصالح الإقليمية والدولية، يبدو أن سوريا ستظل بؤرة توتر قابلة للاشتعال في أي لحظة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.