أكد السيد إبراهيم شيخو (مدير منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا) في لقاء خاص مع شبكة نبض الشمال (NPN) اليوم، على استمرار الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل المدعومة من تركيا بحق أهالي منطقة عفرين، وأشار إلى مجموعة من العوائق والمخاطر التي تعترض عودة المهجرين والنازحين إلى منازلهم، مشدداً على مسؤولية القوات التركية كسلطة احتلال عن هذه الانتهاكات وضعف سلطة جهاز الأمن العام على المنطقة رغم الوعود التي قدمها بترسيخ الأمن في المنطقة، وفيما يلي نص اللقاء:
1. ما مدى صحة أنباء انسحاب بعض المستوطنين من عفرين؟ وما الأسباب المحتملة؟
إبراهيم شيخو: تواردت الكثير من الأنباء حول انسحاب فصائل الجيش الوطني من عفرين، ترافق ذلك بتصريح من وزارة الدفاع السورية على قناة تلفزيونية عربية حول انسحاب قوات لهم وإزالة حواجز من داخل منطقة عفرين، وزعم أنهم لم يسحبوا مقراتهم من المنطقة خشية التعرض لقصف الاسرائيلي. على أرض الواقع هناك انسحاب لبعض الفصائل ولكن بشكل جزئي، حيث انخفضت عدد مسلحي الفصائل في المنطقة كثيراً مقارنة بالسابق، ترافق ذلك بدخول الأمن العام التابع لحكومة دمشق إلى عفرين ونواحيها، ولكن باعداد قليلة لا تكفي لتغطية المنطقة، وأيضاً كانت هناك مغادرة لعناصر من الفصائل وعوائلهم باتجاه مناطقهم الأصلية في الغوطة وريف حماة وحمص ومناطق سورية أخرى، بالإضافة إلى اندماج البعض الآخر مع الأمن العام التي جاءت لفرض سيطرتها على المنطقة تنفيذاً للاتفاقيات الموقعة بين قسد وسلطة دمشق، وهناك بنود من هذه الاتفاقيات ينص عودة المهجرين والنازحين الى ديارهم في عفرين وانسحاب الفصائل، وتولي الأمن العام إدارة المدينة، وحتى الآن لا يمكن أن نجزم ونؤكد انسحاب كلي، هناك بعض الانسحابات ولكن ليس في المستوى المطلوب، ولذلك لا يزال الوضع كما هو ولم يتغير الكثير، وحدث بعض التحسن ولكن يبقى هناك غموض في هذا الملف ونحتاج إلى بعض الوقت ليظهر مدى صحة الأنباء حول الانسحاب أو بتحسن الوضع الأمني.
2. ما أبرز العوائق التي تواجه أهالي عفرين عند محاولة العودة؟ وهل تُعاد إليهم ممتلكاتهم؟
العوائق أمام عودة العفريين الى ديارهم كثيرة، هناك بعض المستوطنين لا يزالون موجودون ويسكنون في المنازل التي استولوا عليها، ويشكلون عائق أمام العودة، وهناك منازل تم تحويلها الى مقرات عسكرية، وهذا ما يشكل عوائق أمام استعادة المنازل؛ لذلك لا يمكن العودة في الوقت الحالي في ظل وجود الفصائل وعوائلهم واستمرار الاستيلاء على الممتلكات. كما وتستمر عمليات الاعتقال والاختطاف على الهوية من قبل الشرطة العسكرية والاستخبارات التابعة للفصائل المدعومة من تركيا، وعلى الرغم من أن معدلاتها لم تعد كما كانت في السابق إلا أن هناك استهداف للفئات العمرية الشابة بتهمة الانضمام إلى صفوف قسد والإدارة الذاتية، وحتى النساء يتم اعتقالهن والتحقيق معهن وطلب الفدية لاطلاق سراحهم، هذه العوائق مازالت موجودة. وهناك صعوبة في استعادة الممتلكات أيضاً، والكثير من الفصائل تطلب الأتاوات مقابل تسليم الممتلكات و المنزل. وقدم مسؤولي الأمن العام الكثير من الوعود خلال زيارتهم لمنطقة عفرين، وأكدوا بأن الوضع سيتحسن تدريجياً وسيتم حل ملف الممتلكات، وليس لدى العفريين خيار سوى الانتظار.
3. هل وثّقتم عمليات تخريب للمنازل أو البنية التحتية قبيل مغادرة بعض الفصائل أو المستوطنين؟
مئات المنازل تم تخريبها وتعفيشها بالكامل قبل مغادرة المستوطنين عنها حتى يتعذر على أصحابها السكن فيها، وذلك بعد رفض أصحابها دفع الأتاوات للمستوطنين وعوائل المسلحين، وهناك العشرات من الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تثبت هذه الانتهاكات في معظم ريف عفرين. ولا تزال الانتهاكات مستمرة حتى الآن بعكس الإشاعات التي تزعم عودة الأمان إلى عفرين وريفها، وباعتقادي العائق أمام وقف هذه الانتهاكات هو وجود الاحتلال التركي الذي يدعم هذه الفصائل ويمنع محاسبتهم، وهذا ما يشجع على ارتكاب المزيد من الانتهاكات في ظل غياب العدالة والمساءلة..
4. هل لديكم بيانات حول تصاعد قطع الأشجار وتخريب البيئة؟ ومن يقف وراء ذلك؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.