NORTH PULSE NETWORK NPN

توقـ.ـف المساعدات الأمريكية يدفـ.ـع قاطـ.ـني مخـ.ـيمات شمال شرق سوريا للعـ.ـودة إلى مناطقهم

 

 

 

احتضنت مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الآلاف من المهجرين والنازحين واللاجئين من مختلف منذ تحول الحراك الشعبي في سوريا إلى العنف المسلح، حيث كانت هذه المنطقة الأكثر أماناً للمدنيين مقارنة مع باقي المناطق السورية، حتى أن الآلاف من المدنيين من الوسط الاجتماعي لتنظيم داعـ.ـش فضلت اللجوء إلى شمال وشرق سوريا على التوجه إلى مناطق سيطرة النظام البعثي أو مناطق سيطرة المعارضة، على الرغم من العـ.ـداوة الكبيرة للتنظـ.ـيم تجاه الإدارة الذاتية التي تعاملت معهم معاملة إنسانية وفقاً لعقدها الاجتماعي، حيث بلغ عدد المخيمات في مناطق الإدارة الذاتية عام 2022 نحو 16 مخيماً. ومع انهيار النظام البعثي بدأت موجة من عمليات مغادرة النازحين من المخيمات نحو مناطقهم في الداخل السوري، بالتوازي مع استمرار مغادرة العوائل العراقية مخيم الهول واستلام بعض الدول لرعايها في المخيم من الإدارة الذاتية، وسط ترقب مهجري رأس العين وتل أبيض وعفرين لضمانات من أجل العودة إلى مناطقهم. وتشهد الآونة الأخيرة تصاعد في موجة المغادرة من المخيمات بعد قرار إدارة ترامب وقف الدعم الإنساني لمناطق شمال وشرق سوريا، حيث انعكس الأمر سلباً على قاطني المخيمات.

 

وفي السياق، أكدت جيهان حنان (الرئيسة المشتركة لمخيم الهول) بأنَّ القرار الأمريكي بوقف المساعدات لمناطق شمال وشرق سوريا أثَّر بشكلٍ كبير على النواحي الأمنية والخدمية في مخيم الهول، وأشارت إلى وجود توجه نحو التنسيق مع سلطة دمشق لإخراج السوريين من المخيم وإعادتهم إلى مناطق الداخل السوري. وبخصوص العلائلات العراقية، أوضحت حنان بأنَّهم ومُنذ بداية عام 2025 عملوا بالتنسيق مع الحكومة العراقية على إخراج حوالي 5000 شخص من المخيم وسيكون هنالك خروج لدفعات جديدة في الأيام المقبلة. وجددت تأكيدها على خطورة مخيم الهول لأنَّه يحوي عائلات تنظيم داعش الذين “مازالوا متمسكين بفكر جـ.ـهادي وعـ.ـقيدة متـ.ـشددة”.

 

وبخصوص استمرار تعليق الدعم الأمريكي، أكد ناجي حبو (الرئيس المشارك لدائرة شؤون المنظمات في الإدارة الذاتية) لوكالة نـ.ـورث برس” الثلاثاء، أن هذا القرار يؤثر بشكل مباشر على النازحين في المخيمات والعاملين في المنظمات، حيث وصلت نسبة توقيف عقود الموظفين في بعض المنظمات إلى 60%. كما أشار إلى أن نقص المساعدات الغذائية والصحية يشكل تحدياً كبيراً، حيث يعاني حوالي 20 ألف شخص من سوء التغذية في المخيمات. ونحو 5000 شخص بحاجة إلى رعاية طبية بالإضافة إلى 1500 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

على صعيد متصل، غادرت 32 عائلة سورية (178 شخصاً)، الأربعاء، مخيم العريشة بريف الحسكة، تحت إشراف هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين ومفوضية شؤون اللاجئين، واتجهت نحو مدنها وقراها الأصلية التابعة لدير الزور وريفها، ضمن إطار عملية إعادة النازحين من المخيمات إلى مناطقهم الأصلية. يأتي ذلك بعد أن غادرت 10 عوائل بتعداد 88 شخصاً، من المخيم ذاته إلى مناطقهم الأصلية بدير الزور منتصف شهر نيسان الجاري، وذلك في إطار جهود تبذلها الإدارة الذاتية لتسهيل عودة النازحين بعد سنوات من النزوح. ويقع مخيم العريشة على بُعد 25 كيلومتراً جنوب مدينة الحسكة، ويأوي نحو 14 ألف نازح يتوزعون على أكثر من 2700 عائلة، معظمهم من مناطق دير الزور ومناطق أُخرى من وسط وشرق سوريا، ممن نزحوا خلال السنوات الماضية نتيجة الحرب والعمليات العسكرية. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة عمليات إخراج المزيد من الدفعات للعائلات الراغبة في العودة الطوعية إلى مناطقها الأصلية.

 

ووسط ظروف إنسانية صعبة والخوف من خلايا داعـ.ـش، ناشد عراقيون من اللاجئين في مخيم الهول جنوبي الحسكة، الاثنين، الحكومة العراقية المساعدة في تسهيل إجراءات عودتهم إلى مناطقهم الأصلية في العراق، وتبديد مخاوفهم من الاعتقال والتأخير المستمر في إتمام عملية الإعادة. يُذكر أنه ومنذ بداية العام الجاري، غادرت 8 دفعات من النازحين العراقيين (نحو 5000 آلاف شخص) مخيم الهول إلى العراق، بالتنسيق بين الإدارة الذاتية والحكومة العراقية.

 

ويؤكد ناشطون في مؤسسات المجتمع المدني على أن تطورات المشهد السياسي والأمني في سوريا يفرض على النازحين العودة الى مناطقهم وإعادة بناء حياتهم، خاصة بعد التطورات الإيجابية بين الإدارة الذاتية وسلطة دمشق، وانتظار مهجري مخيمي رأس العين وسري كانيه ومهجري تل أبيض ضمانات تسمح لهم بالعودة الآمنة إلى مناطقهم خاصة بعد اتفاق سد تشرين الأخير. في الوقت الذي يعتبر فيه الكثير من المراقبين إيقاف المساعدات الأمريكية حافزاً لمغادرة المخيمات والتخلص من “ثقافة التواكل” وتخفيف الضغوط الأمنية والاقتصادية والاجتماعية على الإدارة الذاتية..

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.